Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
حركة الزمن بين الإشارة والزمن
BY الروائي هاروكي موراكامي
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
حركة الزمن بين الإشارة والرمز في سبوتنيك هاروكي موراكامي ضحى عبدالرؤوف المل يقول بوريس شيرتوك:"كل صاروخ من تلك الصواريخ كان كحبيبة لنا، لقد كنا غارقين في عشق هذه الصواريخ، ونسعى من أجل الوصول إلى إطلاق ناجح لها، وكنا مستعدين للتضحية بقلوبنا وأرواحنا من أجل رؤيتها تحلق بعيدا" فالحركة في الانطلاق بعيدا هي تحرر ذاتي إيحائي من كل ما يتعلق بالأجسام المادية، ليصبح الفضاء هو العنصر الزماني والمكاني الذي يجمع كل شيء في العقل الروائي" هذا ما فعله هاروكي موراكامي في رواية سبوتنيك الحبيبة التي ترجمها صلاح صلاح، توليد إثارة حركية للزمن والعصف الذهني، ليخلق تفاعلا حقيقيا عند القارئ، فيفكّر ويلتصق بمصدر الطاقة الذاتي، ليخلق حافزا فكريا كبيرا في انطلاقة حركية لمتابعة الرواية، وهو ينقلنا عبر الفضاءات، كأنه رفيق سفر خارجي غير مرئي في مس ذهني مثير، مؤثر قائم على فكرة الإبحار النفسي في حبكة محكمة، وشخصيات غير واقعية في تحفيز وتساؤل، ومتناقضات، وكأنه يمارس مهنة التعليم في صفوف الروضات عبر نقل الحركة من شخصية إلى شخصية دون تحديد بطل رئيسي، مستخدماً الوقت والتجربة في تكوين رؤية ذهنية قادرة على تشكيل دراما متنقلة في مشاهد روائية تحفظ الزمن في الذاكرة، لتعطيه تجربة مكانية مرتبطة بالجغرافيا، نافيا المادة ومعتمدا على الذهن المتحرر، باحثا عن الكمال، وكأنه يبرز أهمية الوجود في المفهوم الزمني من خلال إيقاع متحرك مضطرب "نفرت منها ورأت أن زملاءها من الطلاب (أخشى أنني أحدهم) مملون، ونوعيات من الدرجة الثانية، أليس هناك مكان أيضا للأشياء التافهة في هذا العالم البعيد عن الكمال؟ إذا تم التخلص من كل الأشياء التافهة في الحياة غير المثالية فقد تفقد الحياة عدم كمالها". فالتحرر من الذات التي تبحث عن الكمال تحتاج إلى قوة خفيفة وحقيقية، فسوماير أحبت هذه الأسطر بشكل خاص" لا ينبغي للمرء أن يعيش دون أن يمر بالتجربة الصحية للعيش في البراري حتى لو في وحدة مملة، حيث يجد نفسه معتمدا على نفسه فقط ، وبذلك يتعرف على قوته الخفية والحقيقية" وسائل إيضاح كثيرة استعملها لخلق رؤية ذهنية عند القارئ، فيعيد تشكيل الجمل من خلال مفردات يضعها أمامنا مثل" صعود وهبوط، وقت وتجربة، رواية وتوصيل، تحابر جسدي، الرمز والإشارة، ذروة الارتفاع، جهاز نقل الحركة الجديد، إشارات ورموز، وكأن قاموس المتناقضات يحافظ على الذهن خاليا، كي يستقبل معلومات تاريخية مهمة، مثل قساوة الأتراك التي فتكت بالجزيرة، ومن ثم هتلر، ليغلق الكتاب، ونحن نقرأ معه باهتمام في استعادة معلومات تاريخية مهمة عن اليونان، لنبدأ معه رحلة البحث عن سوماير، وكأنها "مجرد قطعة معدنية صغيرة تدور حول الأرض" "حقيبة سفر مليئة بكل ما هو ممكن للتعبير عن الروح ومصير الإنسان" فالزمن مرتبط بالحركة، والروح مرتبطة بالجسد، والتعبير وسيلة للتواصل، والرواية هدفها التوصيل، معادلة كتبها هاروكي في روايته بحكمة ذات أبعاد زمنية، حاول من خلالها شرح الفن الروائي المرتبط بالحدس الزمني، كما لو كان يدرس كل حركة كونية باهتمام فلسفي "كتبت كثيراً حتى الآن، تقريبا ذلك يشبه وقوفي في مرعى شاسع حيث كنت أقطع كل العشب وحدي، فيعود نابتا بالسرعة التي أقطعه فيها إلى حد ما" ليكمل فكرته في التبسيط والدقة والوقوف عن التفكير للتأمل في خلاصة الفهم ليقول: "ما الفهم إلا خلاصة عدم فهمنا" ارتباك، وكأنه في حديث نفس يجعلنا نتساءل: ما الذي يجعلنا نقرأ كل هذا؟ هل يكتبنا الآن؟ هل هو قارئ معنا؟ كيف يبقى حبه لسوماير خفيا؟ هل هي الروائية؟ هل ميو هناك تبحر في فضاء الذاكرة حيث انقسمت ذاتها بين ماض وحاضر، فانكسر المستقبل، لتبقى رهينة حاضر تعيشه في مركبة فضائية تنقسم على ذاتها، لتنفرد في قمرة القيادة الحياتية؟ رموز دائما، وإشارات تجعلنا نفتش عن أجوبة لكل ما يعصف في أذهاننا، لنفتش عن جواب سؤال تركه في مهب الريح: ماذا فعل جوزيف ستالين؟ هل يقصد أنه نقل روسيا من عصر الظلام إلى عصر الصناعة؟ كما نقل هو الرواية من الكلاسيكية إلى الانفتاح الفضائي والزمني نفسه، لكن في نقل الحركة من الكاتب إلى القارئ؟ ثم فجأة يقول: "أخلط ترتيب الأحداث" يقول جوستاف فلوبير:"بينما يواصل جسدي رحلته فإن أفكاري لا تفتأ تلتفت إلى الخلف، وتدفن نفسها في الأيام الخوالي؟. لم تكن الكلبة الفضائية في سبوتنيك تلك المركبة التائهة في الزمن، والتي لم تجد مكانا تنتمي إليه في نزهة استرخاء، بل هي تبحث عن نقطة وصول إلى مكان يتوقف فيه الزمن عن الدوران، وتعود الحياة للشعر الأبيض دون استعمال صباغ له بغية الوصول لفهم دورة الحياة الذهنية التي تجعلنا في تخاطر، ورحيل مستمر نحو الحلم، لنفهم نقاط الضعف والقوة في أنفسنا في معرفة تجعلنا نعيد حسابات حياتية بعد أن ننتهي من قراءة سوماير، والانقسام الذاتي دون ترهل، فالوقت في الرواية محسوب بدقة، والشخوص تتحرك كقرص الشمس، لنتابع الأحداث بشغف قبل المغيب مع الحوارات التي زادتني عصفاً ذهنيا وتفكرا، فهل وضع نفسه في إطار روائي كي يعيش في رواية تنقله حيث يشاء؟ "أعتقد أن معظم الناس يعيشون في رواية، وأنا لست حالة استثنائية" انساب الوقت بصمت تلقائي، والحوار بين سوماير وميو يتخذ شكل حوار نفسي، كأننا نقف لبرهة أمام المرآة، معجبين بأنفسنا، فنحاورها قليلا، ونرفض أي شذوذ قد يصيبنا "لكن جسدي وعقلي كانا في حال من التناقض "ورفض لعلاقة مثلية، لأن سبوتنيك واحد ، وسبوتنيك اثنان، رفيقتا سفر رائعتان" أدركت حينها أننا رفيقتا سفر رائعتان، غير أننا في المحصلة الأخيرة لسنا سوى قطعتي معدن وحيدتين، تدور كل منا في فلكها الخاص المنفصل." "ويبقى سؤال: إذا لم يكن هذا الجزء الذي فيه ميو هو العالم الحقيقي، إذا كان هذا الجزء هو الجزء الآخر بالفعل فماذا عني، أنا التي تشاركها الفضاء المكاني والزمني نفسه؟ "فهل جعلنا هاروكي خارج العالم الزمني في عمله لتطوير الأفكار في تقنية كتابية تجعلنا نتساءل: "من أكون بحق السماء؟" شيفرة متحركة وظفها في إشارات لها مدلولاتها التي جعلتنا ننصهر مع تعبيره الدقيق عن توصيف الحالة التي عاشها في الجزيرة، وهي رقي عقلي عند المؤلف في استنباط أساليب كتابية تبث الشوق فيه، ليدخل مع شخصيات الرواية ويندمج معها، فنندمج نحن بسهولة رغم الاستنكار أحيانا من مراقبة الوعي، فنغمض العيون، لنبني صورة ذهنية مغايرة لما نقرأ، أو نتأثر فعلياً بتأثيرات مباشرة "أغمضت عيني وبنيت صورة ذهنية" فهل الخطاب السردي يبتعد عن الواقع في سحره أم هو تشكيل وعي لقراءة اللاوعي الداخلي في سلطة إيحائية يمارسها الراوي؟ Doha El Mol
×
الروائي هاروكي موراكامي
هاروكي موراكامي (باليابانية: 村上春樹 موراكامي هاروكي) (مواليد 12 يناير 1949) هو كاتب ياباني من مدينة كيوتو. لاقت أعماله نجاح باهرًا حيث تصدرت قوائم أفضل الكتب مبيعًا سواء على الصعيد المحلي أو العالمي وترجمت إلى أكثر من 50 لغة. حصل موراكامي أيضًا على عدة جوائز أدبية عالمية منها جائزة عالم الفنتازيا (2006) وجائزة فرانك أوكونور العالمية للقصة القصيرة (2006) وجائزة فرانز كافكا (2006) وجائزة القدس (2009). من أبرز أعماله رواية مطاردة الخراف الجامحة (1982) والغابة النروجية (1987) وكافكا على الشاطئ (2002) وإيتشي كيو هاتشي يون (2009 - 2010). يَظهر تأثر موراكامي بالكُتاب الغربيين، مثل رايموند تشاندلر وكورت فونيجت، واضحًا بشكل جَلي، الأمر الذي دفع بعض المؤسسات الأدبية اليابانية لانتقاد بعض أعماله لبُعدها على المنهج الأدبي الياباني. غالبًا ما تتسم أعمال موراكامي بالسريالية والسوداوية والقَدَرية، كما تتناول معظم رواياته موضوع الانسلاخ الاجتماعي والوحدة والأحلام. يُعد موراكامي من أهم رموز أدب ما بعد الحداثة. كما وصفته مجلة الغارديان بأنه «أحد أعظم الروائيين في يومنا هذا» بسبب أعماله وإنجازاته. سيرته وُلد موراكامي في مدينة كيوتو اليابانية ضمن طفرة مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية، ونشأ في شوكوغاوا (نيشينوميا) وآشيا وكوبه. وهو ابن وحيد لأبويه. كان والده ابنًا لكاهن بوذي، ووالدته ابنة لتاجر من أوساكا، وعمل كلاهما في تدريس الأدب الياباني.وفقًا لمقالة نُشرت في مجلة بونجي شونجو (بالإنجليزية: BungeiShunju) تحت عنوان «التخلي عن قطة: ما أتحدث عنه حين أتحدث عن والدي»، فقد انخرط والده في الحرب الصينية اليابانية الثانية، وعانى من صدمة عميقة بسببها، الأمر الذي كان له تأثير على موراكامي بدوره.تأثر موراكامي منذ طفولته بالثقافة الغربية تأثرًا شديدًا، حاله في ذلك حال كوبو آبي، وعلى وجه التحديد بالموسيقى والأدب الغربي إضافة إلى الروسي. فقد نشأ يقرأ سلسلة واسعة من أعمال الكتاب الأوروبيين والأمريكيين، من أمثال فرانس كافكا وجوستاف فلوبير وتشارلز ديكنز وكورت فونيجت وفيودور دوستويفسكي وريتشارد بروتيغان وجاك كيروك. ويميّز هذا التأثر الغربي موراكامي عن الأغلبية العظمى من بقية الكتّاب اليابانيين.درس موراكامي الدراما في جامعة واسيدا بطوكيو، حيث التقى بيوكو، التي أصبحت زوجته. كان عمله الأول في متجر تسجيلات. وقبل إنهائه لدراسته بوقت قصير، افتتح موراكامي مقهى وحانة لموسيقى الجاز، أسماها «بيتر كات»، في كوكوبونجي، بطوكيو، أدارها هو وزوجته بين عامي 1974 و1981. وقد قرر الزوجان ألا ينجبا أطفالًا.يُعد موراكامي عدّاء ماراثون خبيرًا ومشجعًا مولعًا بالسباق الثلاثي (ترياثلون)، على الرغم من أنه لم يبدأ بممارسة الركض حتى سن الثالثة والثلاثين. في 23 يونيو 1996، أتم أول سباق ألترا ماراثون له، امتد لمسافة 100 كم حول بحيرة ساروما في هوكايدو باليابان. ويتناول علاقته بالركض في كتاب اليوميات الذي أصدره عام 2008 تحت عنوان «ما أتحدث عنه حين أتحدث عن الركض» (باليابانية: 走ることについて語るときに僕の語ること). مسيرته في الكتابة «ثلاثية الجرذ» بدأ موراكامي بكتابة الأعمال الخيالية حين بلغ التاسعة والعشرين، وقال: «قبل ذلك، لم أكتب أي شيء. كنت واحدًا من أولئك الأشخاص الاعتياديين وحسب، أتولى إدارة نادٍ لموسيقى الجاز ولا أبتكر أي شيء على الإطلاق». وقد ألهِم بكتابة روايته الأولى، اسمع الريح تغني (1979) (باليابانية: 風の歌を聴け)، أثناء مشاهدته لمباراة بيسبول. في عام 1978، كان موراكامي في ملعب جينغو يشاهد مباراة بين فريقي «ياكولت سوالوز» و«هيروشيما كارب» حين ضرب ديف هيلتون، وهو لاعب أمريكي، الكرة. ووفقًا لقصة كُررت مرارًا، خلال اللحظة التي ضرب هيلتون فيها الكرة، أدرك موراكامي فجأة أن بوسعه أن يكتب رواية، ووصف ذلك الشعور بأنه «إحساس دافئ» ما زال يشعر به في قلبه، فذهب إلى المنزل وبدأ بالكتابة تلك الليلة. عمل موراكامي على اسمع الريح تغني لمدة عشرة أشهر على جلسات قصيرة للغاية، خلال الليل بعد نهاية يوم العمل في الحانة. أنجز الرواية وأرسلها إلى المسابقة الأدبية الوحيدة التي تقبل أعمالًا بذلك الطّول، فحصد الجائزة الأولى. تشجع موراكامي بسبب نجاحه الفوري مع اسمع الريح تغني على متابعة الكتابة. وبعد عام، نشر جزءها الثاني، بينبول، 1973 (باليابانية: 1973年のピンボール). وفي عام 1982، نشر الجزء الثّالث، مطاردة خروف بري (باليابانية: 羊をめぐる冒険) الذي لاقى نجاحًا لدى النّقّاد. تشكّل روايات «اسمع الريح تغني» و«بينبول، 1973» و«مطاردة خروف بري» ثلاثيّة الجرذ (أضاف إليها جزءًا رابعًا فيما بعد بعنوان «رقص، رقص، رقص» لكن أحداثه لا تعتبر جزءًا من السلسلة)، التي تتركز حول نفس الراوي الذي لا يرد اسمه وصديقه، «الجرذ». لم تتوفر أول روايتين في ترجمة إنجليزية على نطاق واسع خارج اليابان حتى عام 2015، على الرغم من أن إصدارًا إنجليزيًا أنجز ترجمته ألفريد برينبوم بكثير من الملاحظات الهامشية كان قد نُشر من قبل دار كودانشا ضمن سلسلة مخصصة لطلاب الإنجليزية اليابانيين. يعتبر موراكامي روايتيه الأوليين «غير ناضجتين» و«واهيتين»، ولم يكن يتوق إلى ترجمتهما إلى الإنجليزية. أما مطاردة خروف بري، وفقًا لأقواله، فكانت «أول كتاب جعلني أشعر بإحساس من نوع ما، بهجة قص حكاية. حين تقرأ قصة جيدة، تستمر بالقراءة وحسب. وحين أكتب قصة جيدة، أستمر بالكتابة وحسب». أعماله روايات اسمع صوت أغنية الريح (1987) بنبول، 1973 (1985) مطاردة الخراف الجامحة (1982) ارض العجائب الحارة ونهاية العالم (1985) الغابة النروجية (1987) (باليابانية: ノルウェイの森) رقص رقص رقص (1988) جنوب الحدود، غرب الشمس (1992) تاريخ العصفور الألي (1994 - 1995) سبوتنيك الحبيبة (1999) كافكا على الشاطئ (2002) (باليابانية: 海辺のカフカ) ما بعد الظلام (2004) إيتشي كيو هاتشي يون (2009 - 2010) تسكورو تازاكي عديم اللون وسنوات حجه (2013) مقتل قائد الفرسان (2017) (باليابانية: 騎士団長殺し). قصص قصيرة المكتبة الغريبة (2005) (باليابانية: ふしぎな図書館) المصدر موقع ويكيبيديا
في قيضة الماضي
BY الروائية روزي والش
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المُكافحة للنجاة في «قبضة الماضي» للكاتبة روزي والش ضحى عبدالرؤوف المل يلاحقنا الماضي المغلّف بكذبة قمنا بها لنكمل الحياة بتجدد دون أن نصحح الخطأ أو - على الأقل - أن لا نكذب على شريك الحياة الذي نؤسس معه أسرة، فالتصادم الحقيقي في الواقع هو ما بين ماضينا وحاضرنا، خاصة إن كان الماضي يحمل الكثير من الأخطاء، والحاضر بنمو الوعي الزمني فيه جعلنا نهرب بدافع من الإحساس بالاستمرار بالحب أو بالنجاح. فالكاتبة «روزي والش» تجذبنا إلى بؤرة الصراع النفسي قبل البناء العائلي مع زوج هو كاتب نعي، كما أنه اكتشف في أوراق الماضي أنه ابن بالتبنّي لأهل رفضوا طلب الأم الحقيقية لقاء ابنها الذي تبنّوه برغبة منها. فهل الإثارة والغموض والحب والكفاح من أجل الاستمرار في السعادة هم في قبضة الماضي دائما؟ أم أن آفة الكذب تدمّر الحياة برمّتها بين المحبين والأزواج وحتى بين الأهل والأصحاب؟ تركيبة خيالية تحتل الكذبة فيها قوة سردية مبنية على معنى الكذب وأثره في تدمير العلاقات بين الناس، كما أن الكاتبة روزي والش تتبع خطوات الكثير من الأدباء القدماء الذي بُنيت سردياتهم على الكذب مثل رواية جاك وأختي إضافة إلى مقاومة المرض وعدم الاستسلام له إذ «من الصعب التأمل في دورة الحياة من منظور شخص يحاول إنجاب طفل منذ سنوات من دون جدوى، لكن الأصعب من ذلك التأمل في دورة الحياة من منظور شخص مصاب بالسرطان، بل هي مهمة شبه مستحيلة». فهل التركيبة الروائية لرواية قبضة من الماضي خرجت من عباءة ستندال وبلزاك وإفساد العلاقات الحميمية أو حتى الاجتماعية بالكذب؟ وهل من مأساوية نتجت عن كذبة كانت السبب في التدمير الذي ذكرته إيما عند بداية معرفته بليو؟ وهل كل هذا من مميزات الأدب الرومانسي المرتبط بالكذب بعيداً عن كونه غير مرتبط بنوايا الخداع وإنما الكذب لحماية النفس والاستمرار بالحياة عبر قناع نحمي به أنفسنا؟ فهل مارست آيما في رواية «قبضة الماضي» أسوأ أنواع الكذب؟ خيبة أمل مرضية في عمقها التحليلي ومخيفة لدرجة تُشعر أنه «من الأفضل أن تموت وأمورك مرتبة» لزوج غير مصاب بمرض عضوي وإنما هو الشك أن كل شيء من حوله كذب، إذ تتخذ سردية الرواية منحى مختلفاً لزوجين هما ليو وأيما، فالأب هو كاتب نعي على صفحات جريدة يعمل فيها من أجل الاستمرار في رعاية زوجته وابنته وهم في عيش مطمئن إلى أن يكتشف أن المرأة التي يعشقها لا يعرفها حق المعرفة وكأنه في لحظة اكتشافه هذه قد تعرى كليا، فزوجته عالمة الأحياء البحرية، والمُستكشفة في المناطق الساحلية عن السرطانات النادرة تربطها علاقة مع رجل قبل أن تعرفه وتتزوجه، وتُرزق بطفلتهما روبي التي بدأ يشك بعلاقة الدم التي تربطه بها، على الرغم من أن ليو نشأ في دائرة الكذبة العائلية إن يمكن تسميتها بالكذبة، لأنه ابن بالتبنّي وهذا ما أيقظ الماضي في نفس أيما عندما شعرت أن أبنها نشأ بالتبني وسط عائلة بعد أن تخلّت عنه، لأنها أصيبت باكتئاب بعد الولادة وحاولت خنقه. فهل أسس علاقتنا مع المقرّبين إلينا تحتاج للصدق المطلق؟ أم أنه يصعب البداية - من جديد - بعد كل أزمة أسرية نُصاب بها ؟ وما هو المقياس الحقيقي للكذب في حيواتنا التي تتشكل تبعا للنفس وما يصيبها من مشكلات يصعب التعامل معها بمصداقية كاملة ؟ وهل عدم الانتماء الأسري هو معضلة حقيقية للشخص الذي يعيش حالات التذبذب في الانتماء العائلي؟ وما الرابط بين الكذب والشعور بالانتماء في هذه الرواية؟ رواية حديثة في أدب رومانسي مع كاتبة طرحت قضية اجتماعية وأسرية مهمة بأسلوب رومانسي لا يخلو من انتقادات شاملة في العلاقات كافة بدء من كاتب نعي هو ليو الرجل الذي جعلها تُشفى من أزمات سابقة في الماضي، وصولا إلى حياة ابنها الذي كَبُر بعيدا عنها وابنتها من حبيبها وزوجها الذي كذبت عليه وأخفت عنه الماضي، وكل ذلك في فضاءات سردية مبتكرة رغم أنها أعادتني إلى روايات ستندال ومساوئ الكذب في بناء الحياة التي نعيشها. فهل إحياء واقع الكذب في الروايات الرومانسية هو ضرورة في الأدب الروائي؟ أم أن روزي والش استطاعت إدخال القارئ إلى عمق روايته في حيلة غزلتها ببراعة نفسية عن معنى الكذب وأثره على النفس والتخبط الذي يعيش الكاذب خوفا من كشف الحقيقة؟ وهل خالفت روزي والش الحقائق السردية في الأدب الرومانسي بأسلوب متين جمع بين الكلاسيكية والحداثة؟ Doha El Mol
×
الروائية روزي والش
روزي والش Rosie Walshهي مؤلفة الكتاب الأكثر مبيعا على مستوى العالم، الرجل الذي لم يتصل (الذي كان من أكثر الكتب مبيعا في نيويورك تايمز في الولايات المتحدة تحت عنوان شبح). نُشر الكتاب بخمس وثلاثين لغة وبيع منه أكثر من 1.5 مليون نسخة. سيتم نشر روايتها التالية، حب حياتي، في المملكة المتحدة والولايات المتحدة في ربيع عام 2022، وستتم ترجمتها في جميع أنحاء العالم. لقد قضى حب حياتي بالفعل عدة أسابيع في قائمة العشرة الأوائل الأكثر مبيعًا في ألمانيا بعد إصداره المبكر. بدأت روزي في الكتابة بعد مسيرة مهنية في التلفزيون الواقعي، والتي أخذتها إلى بعض الأماكن النائية على وجه الأرض. كتبت روايتها الأولى أثناء إقامتها في أمريكا الجنوبية، حيث التقت بشريكها جورج. وهم يعيشون الآن في ديفون، المملكة المتحدة، مع طفليهما الصغار.
لقد كنت ذات مرة خادماً
BY الروائي أرافيندا أدييغا
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
لقد كنت ذات مرة خادما ضحى عبدالرؤوف المل حين يترجم سهيل نجم عملاً روائياً فهو يختار بين الموضوعية والذاتية، وهما في تلاحم يعانق توهج أفكار تنطلق من عقل يُترجم مسارات عمل فني، انطلق من لغة عاقلة في بناء واقعي وموروثات اجتماعية مقيّدة في شخصيات رواية "النمر الأبيض" التي كتبها أرافيندا أديغا، أبرزها شخصية الجدة في محاولة لإظهار العادات التقليدية الاجتماعية في الهند، ومن عقائد دينية مختلفة راسما بمهارة أسلوبية مناسك دفن الموتى في صورة فقيرة لا تخلو من جمال الطبيعة، لتترجم واقع الإنسان في الحياة والموت "لا أعتقد أنه كان لديها مثل هذا الرداء الجميل في حياتها، كان موتها مهيبا لدرجة أنني عرفت فجأة أن حياتها كانت تعسة بالتأكيد، كانت عائلتي مذنبة بشيء ما". استطاع أرافيندا أن يعامل شخوص الرواية كأشخاص حقيقيين، فلكل واحد منهم معاناته المختلفة من علاقات أسرية وتربوية، وعملية وعلمية وحتى بيئية إلخ.. بدءًا بالذات، لينطلق بالراوي العليم مع شخوصه في قصة حياتية دون أن ينسى تقبل الهنود للتكنولوجيا "نحن الهنود نتقبّل التكنولوجيا كما يتقبّل البط الماء" كما أنه قسم الهند إلى قسمين "هند النور، وهند الظلام" ودورة الحياة الكبرى التي رمز لها بنهر الغانغا، مشيرا إلى معالم سياحية ودينية بمهارة فنية عالية، تسحبك نحو الرغبة والانعتاق من الكبت والظلم والعقائد الدينية المتنوعة، وقد سخر منها واصفا إياها بالوهم" هناك نماذج ممن نقدم لهم الطاعة في معابدنا أوهمنا بها" كما تحدث عن التلوث البيئي بلغة فنية" ملأ الدخان الهواء، خيوط زرقاء من العادم تتوهج أمام ضوء السيارات، وازدادت كثافة الدخان حتى عاد غير قابل لأن يرتفع أو يتلاشى، بل راح ينتشر أفقيا، بطيئا ولامعا، ليكون نوعا من الضباب حولنا " إذا أشعل سواقو العربات سجائرهم، فأضافوا تلوث التبغ إلى تلوث البترول" انطلق نصف مخبوز، وكأن العالم يعيد تشكيل الإنسان، ليجعله متماسكاً كالجرة الفخارية المخبوزة تحت درجة حرارة قوية، وهو من عائلة فقيرة تعيش على ما تجمعه ببساطة لم تمكنه إكمال تعليمه المدرسي، ليكمل تعليمه في خبرة حياتية مؤلمة، هو نمر أبيض في قريته ومكسر للفحم " تخيّل أن كل قطعة فحم تمثل جمجمتي، سيكون من السهل عليك تكسيرها". ثم أصبح فأر مدينة ينام مع الصراصير، ويغسل الكلاب، ويفرك ساقي سيده، ويمسك بالمبصقة، ويختفي بعد جريمته كنمر أبيض في قفص كبير، حتى أنه حين رآه أغمي عليه.. إنه توظيف ناطق متعدد في تمثيل الحياة وبؤسها بمختلف مرافقها الحياتية، كالانكسار الضوئي الذي بدأ به روايته، وهو يراقب ضوء الثريا من تحت المروحة، وهي ترسم على الجدران دورة الحياة الدائرية في تكسرات نفسية يمربها الإنسان في الحياة كما يمر الضوء في تكسرات عديدة، لنرى جماله في وحدة متكاملة حين نجيد الرؤية، فتجربة الكاتب هنا مبنية على خيال خلاق فني قادر على بناء مشاهد مؤثرة في ذات المتلقي، وكأنه في إخراج فني معتمدا على الصورة الذهنية التي تقوم على وصف واقع معيش نقله في إضافات جمالية جوهرية زادتنا انفعالات أمام أحداث الرواية، لنتعاطف مع البطل بأسلوب فني واع وسرد في حبكة استطاعت أن تمسك بنا، لنتابع بشغف ربط الأحداث وتتابعها والتعاطف القوي مع كل الشخصيات، فالمشاهد المؤثرة أدمت قلوبنا في متابعة ديناميكية، وكأننا أمام نمر استثنائي فعلا، فركضه يثير شغفنا في متابعة طموحه، لنصرخ معه بملء الفم ضد الظلم والجور واللاعدالة التي يعانيها الإنسان في الهند ولا سيما من الاستبداد والفروقات الطبقية والزيف في فوضى اجتماعية وسياسية، منتهيا به الحال إلى رجل أعمال يعاني من ذكريات تؤلمه، لا تخلو من صور القتل الذي ارتكبه، وهو فأر المدينة المتخفي في أوكارها من جريمة، أراد أن يحاسب عليها البيئة التي ولد فيها حين قال: "كان عليهم أن يذهبوا إلى لاكسمانغار، كي يحققوا في اختفائي، كان عليهم أن يحققوا مع أصحاب المتاجر، وساحبي العربات، ويوقظوا مدرّس المدرسة، هل كان يسرق في طفولته؟ هل كان يقيم علاقات مع بنات الهوى؟ وكأنه يريد محاسبة كل هؤلاء على فعلته" مشيرا إلى أهمية المربي في التربية والتعليم، وأهمية البيئة المحيطة به. إنها المحاكاة التي تفضي إلى التطهير النفسي للمشاهد أو المتلقي كما يقول أرسطو، وترجمتها إلى فعل لغوي يترجم سلوكيات بيئية وعلاقات إنسانية.. حتى البيئة الجنسية للفقراء والأغنياء، وأضاء عليها في قوله: "كن يجلسن على حافة النافذة بطريقة يمكننا أن نرى الامتداد الكامل لسيقانهن الداكنة اللامعة، ظهر وجه فتى صغير من بين ساقي إحدى النسوة، دخلنا والتقط واحدة من الأربع، وأنا التقطت واحدة، ودخل كل منّا مع امرأة إلى الغرفة" هذا في القرية، وفي المدينة قال: "لم يحدث أبدا أن رأيت نسوة متبرجات يقفن على جوانب الطرقات؟ لم يحدث أبدا أن رأيت كم من الرجال أوقفوا سياراتهم هناك وسط الزحام، ليتفاوضوا على التسعيرة مع أولئك النسوة." كما لم ينس أحاسيس القاتل في قوله: " إن التفكير في السيد آشوك يجعلني انفعاليا، ليت لدي بعض المناديل الورقية هنا، ربما ليمسح دمعه، وربما ليمسح معالم الجريمة من نفسه مشبّهاً القتل بالولادة ،أمه وأبوه عرفاه جنينا، وأنا عرفته جثة هامدة، بالرغم من أنني قتلته، فلن تجدني أقول أي شيء سيئ عنه". يقول النويهي: "الفن هو الإنتاج البشري الذي يعبّر عن عاطفة منتجة نحو الوجود، وموقفه منه تعبير منظم مقصود يثير في متلقيه نظير ما أثاره الوجود منتجه من عاطفة وموقف". فالعاطفة بدأت عقلانية من نقطة ضوئية انطلق منها أرافيندا من قرية بسيطة إلى ضوضاء المدينة قائلا "سيتعلق حديثي في بقية اليوم بالقصة المحزنة لتحولي من قروي أحمق وطيب إلى ابن مدينة مليء بالفساد والانغماس في الملذات والشرور لتغريه الحقيبة الحمراء" فيرتكب الجرم، ويقتل سيده، وهو مدرك أن عائلته كلها ستموت، ولم ينقذ منها إلاّ ابن أخته، فالفساد لم يتوقف عنده هو، بل حتى سيده" لقد عاد من أميركا رجلا بريئا، لكن الحياة في دلهي أفسدته، وحين يفسد السيد صاحب السيارة الهوندا سيتي، فكيف يمكن للسائق أن يبقى بريئاً"؟ فالتربية بالقدوة هي عنوان البلاد النامية، وهي التربية التي يجب أن نفكر بها. هو طفل ذو أحلام بسيطة، خرج من مدرسة التعلم الأبجدي نحو مدرسة الحياة الكبرى التي تشبه الغابة في سرد جميل متسلسل قوي متين وحبكة ناضجة، حيث وضعنا في بؤرة الدائرة، ليمسك بالمتلقي جيداً، ويلامس حقيقة مؤلمة يحياها الإنسان في ضعف نفسي أمام قوة المال، لنتعاطف معه، وهو يستنفر كل وسائل التأثير والتأثر الروائي Doha El Mol
×
الروائي أرافيندا أدييغا
رافيند أديغا (بالإنجليزية: Aravind Adiga) هو روائي وصحفي هندي-أسترالي، فازت روايته الأولى (النمر الأبيض) بجائزة مان بوكر الدولية في عام. حياته المبكرة وتعليمه ولد أديغا في 23 أكتوبر من العام 1974، في مدينة مدراس الهندية (تشيناي) حاليا، ونشأ في مانغالور في جنوب الهند موطن والديه، جده لأبيه ك. سوريانارايانا أديغا الرئيس السابق لبنك كارناتاكا وجده الأكبر لأمه ممارس طبي شعبي وسياسي في المؤتمر الوطني الهندي من مدراس، درس أديغا مرحلته الثانوية في مدرسة كانارا، والتحق في مرحلته الجامعية بجامعة كولومبيا الأمريكية، وواصل بعدها تعليمه في كلية ماكدالين في جامعة أكسفورد البريطانية. حياته العملية بدأ أرافيند أديغا حياته العملية صحفيا متخصصا بعالم المال والأعمال، ومتدربا في فاينانشل تايمز، ومن خلال كتابته لمقالات بشكل منتظم في المجلة قام بتغطية أحداث الأسواق المالية والاستثمار، وأجرى مقابلات مع العديد من الشخصيات من ضمنهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عينته مجلة Time مراسلا لها في جنوب آسيا لمدة 3 سنوات قبل أن يستقل أديغا بعمله، وخلال فترة عمله مستقلا كتب روايته (النمر الأبيض) الفائزة بالجائزة. جائزة مان بوكر فاز بالجائزة عن أولى أعماله الروائية التي نشرها في عام 2008 العام ذاته الذي صدرت به الرواية، وهو رابع مؤلف هندي المولد يفوز بالجائزة، كتب مسودتها الأولى في عام 2005، وتركها فترة طويلة حتى عاد إليها وأتمها في العام 2007، تستعرض الرواية التناقض الصارخ بين الحياة الاقتصادية الحديثة في الهند، وحياة بطل الرواية الذي يأتي من الريف الهندي الفقير، متناولا عدة قضايا مثل التمييز الطبقي، والعولمة، والعودة من الخارج إلى الهند. أعمال أخرى روايات النمر الأبيض - 2008 بين الاغتيالات - 2008آخر رجل في البرج - 2011يوم الاختيار - 2016 قصص قصيرة مدفعية السلطان - صحيفة الغارديان صفعة - صحيفة صنداي تايمزعيد الميلاد الأخير في باندرا - صحيفة تايمزالفيل - صحيفة نيويوركر
ناي الأرواح على شواطىء كافكا
BY الروائي هاروكي موراكامي
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
ناي الأرواح على شواطئ كافكا ضحى عبدالرؤوف المل أطفأ هاروكي موراكامي ذهنه مع كافكا على الشاطئ، ليمتص الأدمغة، ويتركها في وعاء فيزيائي، ثم يعيد برمجتها كما يحلو له، فتمتلئ بمعلومات مخزنة تاريخيا قبل أن يعلّمنا الإنصات التام له، ويسلبنا الإرادة، لنقرأ في متاهة دون توقف، بينما الذهن شارد في تنويم مغنطيسي وتحفيز للحواس، فتتضخم المخيلة، وتنتج صورا قوية. "حولت دماغي إلى إسفنجة تمتص كل ما يقال" وأنا أيضا حولت دماغي إلى إسفنجة، وكأن القط الأسود على غلاف الرواية هو "بركة ماء مظلمة تحاصرني" بعد أن "كانت عضلاتي تشتد كالفولاذ، حتى وأنا أزداد هدوءا وانطوائية على نفسي" وكأنه غارق في فضاء الأسلوب الروائي "عالم فضاء واسع، لكن الفضاء الذي سيحتويك" خلاصة حياة ترجمتها إيمان رزق الله، وأشرف عليها سامر هواش في نظام مميز، وسريالية تهدف إلى مواءمة خطين متوازيين من خلال عجوز ومراهق، وكأنه يرمز إلى صراع حضارات تعاقبت، وحضارات تعيش الصراع الذاتي، لتصحيح وجودها "إنه صراع بين مهمة كل منا ومصلحته، وهذا الصراع يحدث كثيرا في العالم، ولهذا دعني أقل لك شيئا سنتفاوض" العجوز يسعى لتصحيح مساره القدري، ويتفاوض ليسترجع ما سلب منه، لينقذ من أحبهم من المجازر الجماعية، وقطط تعرضت لانتهاك حقوقها كما حدث للمفاوضات العسكرية في أكثر من دولة، وللأسرى والحرب المشروعة للدفاع عن النفس، واستعادة الماضي، ففلسطين أخت، واليهود أبناء الله، لكن الحروب جعلت منها مدينة تفتش عن ماضيها لتحيا حاضرها، ومراهق في الخامسة عشر، يملك ذكاء خارقا، وفكرا فلسفيا أستغربه، لكنه جعلني أشعر أن الطفل المراهق ما هو إلا الفكر الصهيوني الذي يؤمن بنبوءة أوديبية، كما يؤمن الصهاينة بنبوءة أرض الميعاد، وهيكل سليمان، ولعنة إلهية أصابتهم لنحيا في عالمين، وتكافؤ مغاير في رمزية قوية، وهي اغتصاب الأرض، وإحداث المجازر. هروب اليهود من مجازر إيخمان يشبه هروب الفتى في ثوان قدرية، وعقبات تشبه أفلام الخيال العلمي الأسود التي يسودها الخوف والكره والقتل، وكأنه في هذه الرواية يقدم "تاريخ البشرية في اختصار وواقع ما هو سوى تراكم للنبوءات المشؤومة التي سبق أن حدث بعض منها بالفعل، فهل هيكل سليمان نبوءة؟ أم أن الزمن المتجمد هو أشبه بناي الأرواح الخرافي الذي يعيد الحياة لحالة ذهنية فقدناها، وهي تجاويف زمنية في لوحة قديمة تشكّل صورة الذات الإنسانية. سريالية ميتافيزقية، وفنتازيا صراع الخير والشر في حبكة تراجيديا إغريقية جعلتنا نفتح ألبوم موسيقي، ونسمع أوبرا بوتشيني، ارستو فانيس، أوبرا البوهيمي، أوبرا ثلاثية الأرشيدوق بيتهوفن، هايدن، ليعيد إلى الذاكرة الشبابية الثقافة الفنية التي كانت إقطاعية في الماضي، وتتحرر الآن "كان الإقطاعيون في العديد من المناطق يدعمون الفنانين، كان حينها الفن مختلفا " لكن هاروكي نسي أننا ما زلنا نحيا الفن الإقطاعي الهوليوودي الذي يعيد تاريخ الفن كما أعاد هو نبوءة كاسندرا إلى الذاكرة "هذه المرة عندما أدخل إلى الغابة، أكون مجهزا بكل ما يمكن أن أحتاج إليه. يقول هاروكي موراكامي:" في الموسيقى كما في الروايات الخيالية، الإيقاع هو أهم شيء، هذا درس أساسي تعلمته من الموسيقى، بعد الإيقاع تأتي النغمة، وهي في الأدب حسن توظيف الكلمات، واستعمالها بشكل مناسب لتلائم الإيقاع، ثم تأتي الهارمونيا، أي مزج النغمات، وأخيراً الارتجال الحر الذي أحبه كثيرا. وهذا ما فعله في رواية كافكا على الشاطئ إيقاع كلمات منحها الحكمة، ومنحها المعلومة التاريخية، ثم دمجها في تناغم سلس يتقبلها العقل في ذهنية تتابع العجوز والمراهق، وهي تكتسب معلومات مهمة متل التلوث الجيني، الخيالات الجنسية المكثفة، رؤية الدراما الإغريقية للعالم ، نبوءة أوديب، الأميركيون يحتلون اليابان، قوات الدفاع الذاتي.. إلخ. عوالم تخيلية يرسمها في دوائر متفرقة، ثم يجمعها كأنه في لعبة ذهنية مفتوحة على كل الاحتمالات مثل لعبة قارئ الأفكار، فهو يجعلنا نسأل ونفكر في شخصيات رسمها هنا وهناك، وأسماء متشابهة تاريخيا، فهل جوني والكر صاحب شعار زجاجة الويسكي ما هو إلا عبدالحميد الإيرلندي؟ وهل سيرة الأمير جانجي هي تلميح لسجناء قلعة جانجي، ليتكون مفهوم الموت خارج نطاق خياله، وداخل نطاق خيالنا؟ أم أن الكولونيل ساندرز صاحب الخلطة الشهيرة يشبه هوتشينو، ليقول فجأة: "لو كانت هذه لعبة فيديو لكنت أنهيت المستوى الأول بسهولة " لكن الحياة ذات معايير خير وشر، حب وكراهية، مادة وذاكرة، موت وحياة، فلا نستطيع الوقوف في الليمبو، لأنه المكان الفاصل بين الظلمة والنور، لكن نستطيع أن نستمتع بالحياة بما موجود فيها، كما نستمتع بالأسلوب الروائي، وبقراءة أنطوان تشيخوف، لوركا، هيمنجواي، تشارلز ديكنز، جان جاك روسو، موراساكي شكيبو، ليقول لنا على لسان بيرليوز:"حياة دون قراءة هاملت لمرة كحياة نقضيها في منجم فحم". يقول القديس أوغسطين:"إن طفولتي التي انتهت توجد في الزمن الماضي الذي انتهى، لكن صورتها أتأملها في الزمن الحاضر، لأنها ما زالت في الذاكرة". مفهوم سردي تشويقي، وعوالم تخيلية، وكأننا في غابة مع كافكا في إيحاء كتابي، ومفهوم أسلوبي في مضمون مكثف، فنتصور العالم الواقعي في عالم خيالي يسترجع الماضي، ليحيا الحاضر، فنشعر براحة نفسية بعد كل شجرة يجرحها كافكا، وهو في غابة تشبه العالم السردي الروائي الذي جذبنا إليه هاروكي، ووفق قوانين صارمة جعلتني حتى لا أحب التوقف عند أي فاصلة أو نقطة، لأتبين طريق الذهاب، وأحفظ طريق العودة رغم أنني أحفظ حكاية هاتسل وجريتل جيدا ، لكنني مارست اللعبة حتى النهاية. استفزاز نفسي، تشويق ذهني، وعقل يتأرجح بين المنطق والفلسفة، وثورة على انتهاك الحرمات من تلوث بيئي للطبيعة، واغتصاب أراض، ومذابح بحق الإنسان، وأنظمة تشبه جدار الذات، ونبوءة مجردة من الحقيقة، والإدراك بأن القراءة فعل ثقافة قومية يجب أن تكون للجميع، كي يبقى التسلسل القدري مرتبطا بالحاضر والاستفادة من كل عنصر في الحياة، ليقود القارئ إلى نتيجة واحدة هي الإنسان القادر على تخطي الحواجز كلها حتى النفسية منها في خلق عالم نظيف في أسلوب بسيط مع مراهق يبحث عن ذاته وعن هويته القومية، ليستعيد القدرة على متابعة الحياة، وتخطي النبوءة الفاسدة، لنجد أنفسنا داخل الرواية ننازع قوى الشر رغم التلوث البيئي والجيني والطبيعي، كاشفا عن التخطيط الاستراتيجي الذاتي والقبول بالآخر مهما كانت تصرفاته مثل أوشيما المخنثة التي لم تفهم طبيعة ذاتها، فكانت ممارستها المغلوطة المثخنة بعجز أنثوي خلقي تشبه ممارسات أنظمة لم تفهم طبيعة وجودها على الخارطة السياسية، فكانت شاذة، وشذوذها يشبه جوني ولكر في قطع الرؤوس، ووضعها في صناديق بأسلوب إيحائي ذكي. لكن الأهم أنه استطاع إبهارنا رغم الكم الكثيف من المعلومات في الرواية، والخلطة العجيبة لشخصيات مرتبطة بالماضي والحاضر والمستقبل، ليجعلنا نقرأ دون توقف، والمضي إلى هدفه الأساسي حيث تاريخ اليابان، وتاريخ نابليون، والبعوض الذي يشبه بعوض نهر النيل في لمحة لما هو أخطر من القنبلة النووية، وكأنه ينتقد العالم الجديد الذي يحيا بلا ذاكرة ثقافية ولا فنية ولا تاريخية ولا سياسية، وكأن العالم بأسره تعرض لقنبلة نووية، بينما العالم الخارجي ما هو إلا صورة عن العالم الداخلي. لم يرسم هاروكي الحدود لروايته بل جعلها كونية مفتوحة على زمن يتجدد، وأمكنة غير محددة، قد تعيد نفسها مستقبلا مع أشخاص آخرين، ولكن كأنه هنا يريد صنع عالم ذهني كوني موحّد يستطيع من خلاله الدخول للواقع لحل المشكلات القومية التي نتعرض لها في كل وطن. إن السعادة في الفكر البوذي هي الخروج عن الذات لتحقيق المصالحة الداخلية والخارجية، وهذا ما أراده هاروكي في الرواية، المصالحة الذاتية في الخروج الذهني، وإعادة مسار التاريخ وتصحيحه، والابتعاد عن كل شيء يؤدي لفقدان مستوى العقل، ليلتحق بقوات الدفاع الذاتي، وهي قوات لم تنخرط في حرب حقيقية، وإنما في بعض عمليات حفظ السلام، فهل يستحق لهذا جائزة القدس الأدبية؟. Doha El Mol
×
الروائي هاروكي موراكامي
هاروكي موراكامي (باليابانية: 村上春樹 موراكامي هاروكي) (مواليد 12 يناير 1949) هو كاتب ياباني من مدينة كيوتو. لاقت أعماله نجاح باهرًا حيث تصدرت قوائم أفضل الكتب مبيعًا سواء على الصعيد المحلي أو العالمي وترجمت إلى أكثر من 50 لغة. حصل موراكامي أيضًا على عدة جوائز أدبية عالمية منها جائزة عالم الفنتازيا (2006) وجائزة فرانك أوكونور العالمية للقصة القصيرة (2006) وجائزة فرانز كافكا (2006) وجائزة القدس (2009). من أبرز أعماله رواية مطاردة الخراف الجامحة (1982) والغابة النروجية (1987) وكافكا على الشاطئ (2002) وإيتشي كيو هاتشي يون (2009 - 2010). يَظهر تأثر موراكامي بالكُتاب الغربيين، مثل رايموند تشاندلر وكورت فونيجت، واضحًا بشكل جَلي، الأمر الذي دفع بعض المؤسسات الأدبية اليابانية لانتقاد بعض أعماله لبُعدها على المنهج الأدبي الياباني. غالبًا ما تتسم أعمال موراكامي بالسريالية والسوداوية والقَدَرية، كما تتناول معظم رواياته موضوع الانسلاخ الاجتماعي والوحدة والأحلام. يُعد موراكامي من أهم رموز أدب ما بعد الحداثة. كما وصفته مجلة الغارديان بأنه «أحد أعظم الروائيين في يومنا هذا» بسبب أعماله وإنجازاته. سيرته وُلد موراكامي في مدينة كيوتو اليابانية ضمن طفرة مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية، ونشأ في شوكوغاوا (نيشينوميا) وآشيا وكوبه. وهو ابن وحيد لأبويه. كان والده ابنًا لكاهن بوذي، ووالدته ابنة لتاجر من أوساكا، وعمل كلاهما في تدريس الأدب الياباني.وفقًا لمقالة نُشرت في مجلة بونجي شونجو (بالإنجليزية: BungeiShunju) تحت عنوان «التخلي عن قطة: ما أتحدث عنه حين أتحدث عن والدي»، فقد انخرط والده في الحرب الصينية اليابانية الثانية، وعانى من صدمة عميقة بسببها، الأمر الذي كان له تأثير على موراكامي بدوره.تأثر موراكامي منذ طفولته بالثقافة الغربية تأثرًا شديدًا، حاله في ذلك حال كوبو آبي، وعلى وجه التحديد بالموسيقى والأدب الغربي إضافة إلى الروسي. فقد نشأ يقرأ سلسلة واسعة من أعمال الكتاب الأوروبيين والأمريكيين، من أمثال فرانس كافكا وجوستاف فلوبير وتشارلز ديكنز وكورت فونيجت وفيودور دوستويفسكي وريتشارد بروتيغان وجاك كيروك. ويميّز هذا التأثر الغربي موراكامي عن الأغلبية العظمى من بقية الكتّاب اليابانيين.درس موراكامي الدراما في جامعة واسيدا بطوكيو، حيث التقى بيوكو، التي أصبحت زوجته. كان عمله الأول في متجر تسجيلات. وقبل إنهائه لدراسته بوقت قصير، افتتح موراكامي مقهى وحانة لموسيقى الجاز، أسماها «بيتر كات»، في كوكوبونجي، بطوكيو، أدارها هو وزوجته بين عامي 1974 و1981. وقد قرر الزوجان ألا ينجبا أطفالًا.يُعد موراكامي عدّاء ماراثون خبيرًا ومشجعًا مولعًا بالسباق الثلاثي (ترياثلون)، على الرغم من أنه لم يبدأ بممارسة الركض حتى سن الثالثة والثلاثين. في 23 يونيو 1996، أتم أول سباق ألترا ماراثون له، امتد لمسافة 100 كم حول بحيرة ساروما في هوكايدو باليابان. ويتناول علاقته بالركض في كتاب اليوميات الذي أصدره عام 2008 تحت عنوان «ما أتحدث عنه حين أتحدث عن الركض» (باليابانية: 走ることについて語るときに僕の語ること). مسيرته في الكتابة «ثلاثية الجرذ» بدأ موراكامي بكتابة الأعمال الخيالية حين بلغ التاسعة والعشرين، وقال: «قبل ذلك، لم أكتب أي شيء. كنت واحدًا من أولئك الأشخاص الاعتياديين وحسب، أتولى إدارة نادٍ لموسيقى الجاز ولا أبتكر أي شيء على الإطلاق». وقد ألهِم بكتابة روايته الأولى، اسمع الريح تغني (1979) (باليابانية: 風の歌を聴け)، أثناء مشاهدته لمباراة بيسبول. في عام 1978، كان موراكامي في ملعب جينغو يشاهد مباراة بين فريقي «ياكولت سوالوز» و«هيروشيما كارب» حين ضرب ديف هيلتون، وهو لاعب أمريكي، الكرة. ووفقًا لقصة كُررت مرارًا، خلال اللحظة التي ضرب هيلتون فيها الكرة، أدرك موراكامي فجأة أن بوسعه أن يكتب رواية، ووصف ذلك الشعور بأنه «إحساس دافئ» ما زال يشعر به في قلبه، فذهب إلى المنزل وبدأ بالكتابة تلك الليلة. عمل موراكامي على اسمع الريح تغني لمدة عشرة أشهر على جلسات قصيرة للغاية، خلال الليل بعد نهاية يوم العمل في الحانة. أنجز الرواية وأرسلها إلى المسابقة الأدبية الوحيدة التي تقبل أعمالًا بذلك الطّول، فحصد الجائزة الأولى. تشجع موراكامي بسبب نجاحه الفوري مع اسمع الريح تغني على متابعة الكتابة. وبعد عام، نشر جزءها الثاني، بينبول، 1973 (باليابانية: 1973年のピンボール). وفي عام 1982، نشر الجزء الثّالث، مطاردة خروف بري (باليابانية: 羊をめぐる冒険) الذي لاقى نجاحًا لدى النّقّاد. تشكّل روايات «اسمع الريح تغني» و«بينبول، 1973» و«مطاردة خروف بري» ثلاثيّة الجرذ (أضاف إليها جزءًا رابعًا فيما بعد بعنوان «رقص، رقص، رقص» لكن أحداثه لا تعتبر جزءًا من السلسلة)، التي تتركز حول نفس الراوي الذي لا يرد اسمه وصديقه، «الجرذ». لم تتوفر أول روايتين في ترجمة إنجليزية على نطاق واسع خارج اليابان حتى عام 2015، على الرغم من أن إصدارًا إنجليزيًا أنجز ترجمته ألفريد برينبوم بكثير من الملاحظات الهامشية كان قد نُشر من قبل دار كودانشا ضمن سلسلة مخصصة لطلاب الإنجليزية اليابانيين. يعتبر موراكامي روايتيه الأوليين «غير ناضجتين» و«واهيتين»، ولم يكن يتوق إلى ترجمتهما إلى الإنجليزية. أما مطاردة خروف بري، وفقًا لأقواله، فكانت «أول كتاب جعلني أشعر بإحساس من نوع ما، بهجة قص حكاية. حين تقرأ قصة جيدة، تستمر بالقراءة وحسب. وحين أكتب قصة جيدة، أستمر بالكتابة وحسب». أعماله روايات اسمع صوت أغنية الريح (1987) بنبول، 1973 (1985) مطاردة الخراف الجامحة (1982) ارض العجائب الحارة ونهاية العالم (1985) الغابة النروجية (1987) (باليابانية: ノルウェイの森) رقص رقص رقص (1988) جنوب الحدود، غرب الشمس (1992) تاريخ العصفور الألي (1994 - 1995) سبوتنيك الحبيبة (1999) كافكا على الشاطئ (2002) (باليابانية: 海辺のカフカ) ما بعد الظلام (2004) إيتشي كيو هاتشي يون (2009 - 2010) تسكورو تازاكي عديم اللون وسنوات حجه (2013) مقتل قائد الفرسان (2017) (باليابانية: 騎士団長殺し). قصص قصيرة المكتبة الغريبة (2005) (باليابانية: ふしぎな図書館)
«
4
5
6
7
8
»