Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
خط النجمة البيضاء
BY هاري مارتنسون
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
خط النجمة البيضاء في رواية "الشوك يزهر" للروائي هاري مارتينسون ضحى عبدالرؤوف المل نتجول في عوالم أنفسنا بحثا عن الطفولة الغارقة في أحضان نفتقد فيها طعم الحنان الأسري، هذا ما يحاول اختصاره الروائي هاري مارتينسون في روايته" الشوك يزهر" التي ترجمها إلى العربية الدكتور أنطوان حمصي ساعيا لمنح الرواية لغة، هي بمثابة جسر معنوي ينقل إلينا بنية النص الروائي المملوء بالصور التخيلية القادرة على توضيح أبعاد المضمون الروائي، أو ما يرمي إليه هاري مارتينسون من أن للطفولة حقها في تكوين شخصية الإنسان، فهي التي ترسم له خطوط النهاية التي بدأ بها الحياة منذ صرخته الأولى، كما هي الحال مع " تزايد ارتفاع صراخ سفن الصغير" وفي المقابل الآخر صياغة للأضداد، حبكها بفن روائي يميل إلى الانطباعات التي يكتشف من خلالها القارئ عالمه الطفولي بالتزامن مع مارتان الذي أصبح " أكثر هدوءا وتيقظاً" حاملا مع مارتان القلق الجديد الذي استسلم لمخاوف" تسكن نبضه وأفكاره وروحه وكل وجوده." ينبش مارتان من ثنايا ذاكرته تفاصيل طفولة لم تكن سوى متاهة دكة يتكرر النوم عليها في أزمنة وأمكنة تركت أثرها في نفسه، ولم تترك أثراً في نفوس الآخرين لأنه" عندما كان وحده كان يحمل معه شيئا من الآخرين" فهل حاول هاري مارتينسون كتابة مذكراته الطفولية كربيب بلدية بأسلوب روائي؟ حيث إن الطفل الواعي في داخله تأثر بقوة فقدانه تيرا، وفي لحظة سمع فيها كلاما بصيغة الماضي؟ أبعاد اجتماعية تناول فيها هاري مارتينسون جوانب حياة طفل تنقل من رعاية إلى رعاية، بعد أن ولد في أسرة تعاني من الفقر، فالصدمات المتتالية في حياته لم تترك له حرية الاختيارات لبيئة اجتماعية أحب العيش فيها، فالواقع المعيشي يتأزم تبعا للتسلسل الروائي المحبوك اجتماعيا بقدرات روائي أظهر أسلوبا واقعيا لم يخل من بعض الصور السريالية ، حيث مخيلة الطفل التي تخاف من الأوهام أو من التصورات التي تسبب خلق كائنات شبحية قد تزداد أو تنقص، لأنها تتعلق بطريقة معالجتها، حيث تفهم الأخت هذه الحالة، ليكشف في الرواية هذا الجانب النفسي، أو ما يدور داخل نفس الطفل من مخاوف وهواجس تزول بزوال غياب الحنان، والإحساس بالأمن، حيث إن الأخت الكبرى كانت ترافق الرؤية الشبحية، لتقول له دائما: هذه ستائر أو هذا صوتي، وفي هذا تحليلات منطقية مقنعة للقارئ، حيث لكل منا في مراحل طفولته هواجسه التي يحتفظ بها، والبعض ما زال يحمل فوبيا معينة من شيء ما، فالصورة السريالية تنقلت في فصول الرواية بأسلوب تفاعلي مرهف الإحساس، وكلمات تصويرية حبكها بفن جمع الواقع بالخيال، والروائي بالطفل المتغلغل فيه حيث" سجادات تعيش، أقمشة تتحول إلى أفاع، لم يكونا يعلمان أنه كان على أنيز أن تدافع عنه ضد التخيلات التي كانت تزحف قرب ساقيه لدى أدنى بقعة نور ترقص على الأرض ." تتجسد المفارقات منذ البداية، حيث وفاة الأب المؤثرة، ومرض الأخت بالسل، وهروب الأم إلى كاليفورنيا، ثم رعاية البلدية له، كل هذا حدث بعد سقوطه على غطاء تابوت أبيه، وكأن ما توقعه أهل البلدة بشأن هذه الحادثة كان بمثابة نذير شؤم قد حدث بالفعل، ليحيل الخرافات إلى حقائق قد تحدث في ذاكرة الطفل التي تلتقط أي حدث زمني وقع له في مكان ما بمثابة ومضة لا ينساها، بل كأن الذاكرة تعج بتفاصيل تحاصره في أمكنة متعددة، انتقل منها وإليها في رواية رسم فيها هاري مارتينسون مشاهد فنية مؤثرة تخيليا "فبقي هذا المشهد والتصنع الأخرق الذي ميزه إحدى أشق الذكريات في حياته." تحولات اجتماعية ومفاهيم موضوعية تعلمها في مدرسة الحياة القاسية، وفي بيت طفولة أحس فيه بالبرد بل حتى التشبيه للسرير البارد الذي يصعب بث الحرارة فيه ،وهو يرمز إلى فقدان حضن الأم الدافئ في مرحلة يحتاجها كل طفل، لينمو نموا سليما، وهنا وصف في كلمات تشتعل بحزن الأم، وهي تتوجه لبيت الخياطة بعد وفاة الوالد لخياطة ثياب الحداد، فالأم كانت" تحميهم تحت السقوف السوداء الخمسة كما لو كانوا تحت جناحي غراب" وفي الوصف دلالات إيهامية توحي بالمعنى المتعلق بالأم، حيث المظلة تشبه السقوف، والأم تضم كل هذا في رؤيته الغرائبية المقيدة بمشهد حزين في رواية تحليلية اجتماعية . يرصد هاري مارتينسون في سياقات بنية نصه الروائي صدمات تكررت في أكثر من مشهد ارتبط بالصغير مارتان المولود بين شقيقات اختلفت طبائعهن من حيث الحنان والرعاية له، وبين أم وأب لكل منهما سلبيات بدأت منذ معرفتهما الأولى ببعضهما، حيث المواقف العصبية التي كان يشعر بها أبوه، وهجرانه لزوجته، فهو لم يكتشف الحياة إلا عند اقتراب الموت منه، وهنا تكلم بلسان والده الذي لم يستسلم للموت إلا جالسا على كرسيه " فاكتشافه الأخير: الإنسان وحيد حتى لو عاش المرء في صحبة أو في أسرة، فإن قدره وحيد متجمد." لغة سردية وصفية تتخللها شاعرية مزجها بمستويات تصويرية مختلفة، سعى من خلالها إلى تبسيط أفكاره من خلال التشبيه والمجاز، حتى الرسم بالكلمات التي تمنح الذهن عصفا مثيرا للوجدان، حيث تتشبع حواس القارئ جماليا في تعابير، هي بمثابة فضاءات تخيلية، تتوهج فيها المعاني المتحررة من قيود لغة ترجمها دكتور حمصي، وربما فقد فيها المعنى بعض الأجزاء من توهجاته، إلا إن كل ذلك لم يؤثر على الصياغة الروائية، بل منحها مميزات مهمة من حيث التنوع في تركيب بنية النص الروائي، والحوارات الداخلية الغنية بتفاصيل اجتماعية وأسرية اعتمد فيها على تبسيط الحبكة، لتؤدي ليونة تخيلية قادرة على الإمساك بالقارئ المتوسط والقارئ الجيد على السواء " كانت دائرة النور تتحول إلى هالة واقعة على الأرض كعين سطحية وعذبة تتأمل السقف" ليثير تصورات تطغى على روتين المفارقات التي سارت ضمن وضع اجتماعي نمطي لأسرة عكر صفوها الفقر والقدر المشاكس حتى لطفل لم يتجاوز سنته الثالثة . أسلوب خاص يجذبك إلى عمق المضمون الروائي حيث العنصر الأساسي هو مارتان، وكأنه يمارس لعبة الحياة على " طفل ظل طفلا أكثر مما ينبغي " مستمدا من النص الروائي تماسكه في تخيلات لم تمح تفاصيل واقع برز كمؤدب أو مهذب حتى لحواس طفولية، عاشت في أمكنة تسببت له بتلوث سمعي، أعاد الزمن بعدها تهذيب أذنه تدريجيا، وشحذ انتباهه وأصبح أكثر عناداً، فهل يتأثر الطفل في مراحله الأولى بكل ما يسمعه أو يراه ، حتى ما يلمسه ويتذوقه؟ فهو هنا سرعان ما اكتشف وهو يمشي بصورة غريبة " أن في الطفولة شيئا مرنا، إنها تستطيع أن تمتد إلى ما وراء حدودها الخاصة، وتشمل أيضا أعمار الناس الأكبر سنا، وهنا إيحاءات بأن مارتان ستشمل مراحله الروائية كل تفاصيل عمره، ليمتد الزمن الروائي إلى ما بعد الروائية، لأننا هنا نستكمل نمو مارتان حتى يتكون كما في مراحل تنقلاته من مزرعة إلى مزرعة . رواية اجتماعية سردية حكائية تفتش في دهاليزها عن اجتماعيات تكتمل فيها كل عناصر الحياة، وعن كل ما هو مخبوء في خلايا الحياة التي عايشها طفل لم تكتمل فيه ملامح الرجولة، فنسيج الرواية هو بمثابة مساحة زمنية افترشها هاري مارتينسون، وترك أبطاله يعيشون عليها الواقع الروائي المتخيل، والمستمد من تفاصيل طفولية " كان هو نفسه بين الحياة والحياة، وبين الولادة والنضج في نصف حياة الطفولة الممنوع " قبل أن ينتزع في آخر الرواية ما لم يرغب في سماعه، كي لا يستبقيه في سمع تلوث أكثر من مرة، فهل عاشت هذه الرواية خارج الزمن أم أنها " تمثل الدراما الخاصة بها في مجرى الزمن؟" Doha EL Mol
×
هاري مارتنسون
مارتنسوnهاري مارتنسو (بالسويدية: Harry Martinson) هو بحار وكاتب و شاعر سويدي ولد في 6 ماي 1904 وتوفي في 11 فيفري 1978. تحصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1974 مع إيفند جونسون. ولد هاري مارتنسون في قرية Jämshög, Blekinge County جنوب شرقي السويد ، توفى والداه في طفولته الباكرة، في سن السادسة عشر هرب والتحق بالعمل في سفينة يجوب أنحاء العالم وزار بلادًا كالبرازيل والهند.وهو عضو في الأكاديمية السويدية ولديه العديد من المؤلفات الأدبية
أم هاشم وحقل الشوفان
BY الروائي ج.د.سالينجر
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
أم هـــاشـــم وحـقــل الـشـــوفـــان ضحى عبدالرؤوف المل بين قنديل أم هاشم المبارك للأديب يحيى حقي، والحارس في حقل الشوفان، للروائي الأميركي سالنجر تاه عقلي في خيوط فنية حاولتُ توظيفها في فك مفاهيم عربية ومفاهيم غربية، لكن تاه منظور الحقيقة في تناقض جعلني أشعر بتأرجح مخيف أصابني بالهذيان، فالنتيجة إشكاليات في الأسس التفكيرية بين الغرب والشرق، فهل من اندماج فكري يحقق ثقافة سلام تستطيع إعادة بناء هيكل دراسي يخفف من ثقل مناهج تعليمية لا تصيب العالم إلا بالدمار الثقافي، ونحن نحلم بالانطلاق نحو فضاءات ذهنية ثقافية، لعل بنّاء يفتح الكون على مصراعيه، لنعيد تشكيل الإنسان بكامل حقوقه الحياتية والجمالية. يرى بلاكمر أن بداية ونهاية النقد هو العمل الأدبي نفسه، وأنا لا أنتقد، إنما أظهر أهمية كل عمل في زمانين ومكانين مختلفين، فالثقافة تتأثر بالمحيط الاجتماعي الذي نحيا فيه، إلا أننا الآن في مكان مفتوح على كل الأزمنة، فالعمل الفني يثبت وجوده، أو ينفيه تبعاً للفكر الثقافي العلمي والأدبي، ففي بلادنا العربية تراث اجتماعي متشابه، متأثر بصراع حضارات سابقة، ومنها عثمانية وبربرية ذات تقاليد ممتدة، فالحركة الانفصالية في الاستقلال سببت الضعف البنيوي لثقافات اجتماعية عربية عاشت أوهام التقدم الغربي، لأنها عاشت في عزلة لغوية، وترجمات لم تأخذ نصيبها الكامل في ظل التقدم الاقتصادي الأميركي، وثورة العلم التي انبهر بها الكثيرون ممن عاشوا خارج أوطانهم العربية، ليعيشوا صدمة السخافات والتخلف الحضاري، والإيمان بمعتقدات لا ترتبط بالدين، فهي غير موجودة في الكتب المقدسة، ليأتي سالنجر وينفي هذا الإعجاب بنفث الغضب عن غبار الزيف، ويزيدنا إعجاباً من نوع آخر، فتتخيل نفسك في حقل زراعي ريفي مليء بالشوفان في أبعاد عنوان يظلله الزمان والمكان، ويتجرد من أي قيود لغوية أو فنية، ليبرز واقعية عمل روائي صادق وعفوي بلسان مراهق، فالحارس هو المنقذ لحقل تنمو فيه نباتات يُصنع منها الخبز الأسود، وهو أراد إنقاذ الأطفال من زيف مجتمع عاش فيه، في لمحة إلى الأسس التربوية، ونظرة تُشير إلى أهمية رعاية الأطفال في كل زمان ومكان، من خلال أغنية سمعها" لو أن أحداً يمسك وهو يخترق حقل الجودار" ليقول لأخته: "وما علي عمله هو أن أمسك بأي طفل يبدأ بالسقوط في الجرف، هكذا أمسك بهم، وأنقذهم من السقوط ، هذا كل ما علي أن أفعله طوال النهار "فالهدف الأساسي من العنوان هو الإنقاذ من السقوط بشكل عام." أما في قنديل أم هاشم فتتخيل نفسك في تلك العتمة المفروضة، ممسكاً بقنديل قديم وصبي، إذا جلس للمذاكرة خف صوت الأب، ومشت الأم على أصابعها، وابنة عمه تترك الثرثرة، لتصمت أمامه، وتتساءل: كيف تحوي الكتب كل هذه الأسرار؟ في قناعة ذاتية سطحية تتعايش مع الحكاية فقط، فالمراهقة عند إسماعيل بدأت تفور، لتفض براءته العذرية ماري زميلته في الدراسة، بينما يفشل هولدن في ممارسة الجنس مع واحدة من بنات الهوى، فكيف تكون أبعاد الوصف والتوضيح غامضة، وأنت تبحر في كل هذا بين الغرب والشرق، وكل منهما معجب بحضارة الآخر؟ المقدمة تجعلك تفكر بكيفية تفكير الناس في كل وزمان، لتمتلئ العيون من زيت قنديل أم هاشم وإسماعيل في بلاد الغرب في ظاهرة لا يستطيع تفسيرها ولا سيما بعد أن أفاق إسماعيل من حبه لماري، فيتساءل: "أم أن ماري هي التي نبهت غافلاً في قلبه، فاستيقظ وانتعش؟ فيتلمس شعوره المبهم بمصر، ويقرر العودة، وكأننا نقف في وسط حقل الشوفان كخيل تائهة تبحث عن الذات لنمسك يد سالنجر، ونحن نمتلئ بأسلوب فني بارع في التصوير والحركة والمشهد بغرابة، بينما يختفي ضوء قنديل أم هاشم في بسمة يرسمها طبيب في قرية ما زالت تؤمن بالخرافة، فيتعايش معها بعد أن فشل في التخلص منها. يقول يحيى حقي: "التحدث عن النفس يا له من لذة ساحرة، تواضعها زائف." ومفتاح رواية سالنجر هو الزيف، فإذا أردنا إجراء مقارنة فالموضوع هو هندسة منطقية اجتماعية تحاول الوصول إلى عناصر صحيحة من خلال عمل فني ذهني يجعلك تكسب رؤية بنيوية جديدة في عصر الشبكة العنكبوتية التي لم يعشها سالنجر أو يحيى حقي، فاستخراج النتائج من العمل الأدبي يحتاج إلى انفتاح عقلي وثقافي، وتحرر من المفاهيم التجريدية للتنقل إلى الفهم قبل التفسير، يقول سالنجر :"كما لا أنوي رواية سيرتي الذاتية اللعينة سوف أروي فقط الأحداث الجنونية التي مرت بي." ليردد حقي: "إنهما ينبعان من نزعة واحدة متكتمة: "استجداء تبرير الوجود وأنت معذور حين تقرأ هذه السيرة" لنصبح أكثر تحفزاً لمعرفة المزيد عن الزيف في المجتمعات من خلال سالنجر وحقي. ترجمة استطاع غالب هلسا أن يبرز فيها الوعي اللغوي في فهم أسلوب مفردات اعتمدها الراوي لرواية الحارس في حقل الشوفان، أو المنقذ في حقل الجودر كما يقول البعض، فالبناء الفني تميز بالخيال الحركي الذي أعطى للصورة ذاتية خاصة، وتعبيرية في خلق حوارات روح حرة تتحرر من الغموض في تلميحات ذكية عن مدرس من المثليين، وفقد عذرية في فشل جنسي مع واحدة من بنات الهوى، وأحداث ذات تأثير عاطفي في امتداد مكاني يصاحب الشخصية، فلا يفارقها بل يتنقل معها من مكان إلى مكان، فيرصد الواقع الاجتماعي في تعبير فكري، لنقترب من اللاشعور لمراهق رسب في أغلب المواد يخاف من صدمة طرده على الأهل، فيقرر الهرب، لترافقه العدسة الضوئية في أيام قليلة فقط في كل المشاهد الرئيسة والثانوية، وعند حقي تصوير مجتمعي سطحي في رمزية شخصية إسماعيل، لتنتقل العدسة الضوئية إلى كل ركن في الرواية، وتنفصل عن الشخصية الرئيسة في انتقال فرعي لتصور الحي الشعبي وسكانه في إظهار أعراف اجتماعية واهنة سعى إلى تصويرها في اختيار رؤيوي زماني خاص به، ولم يترك للعقل الواعي الاستنتاج بل فرض عليه مفهومه الخاص مثلاً :"يا عزيزي إسماعيل، الحياة ليست برنامجاً ثابتاً بل مجادلة متجددة" من يستطيع أن ينكر حضارة أوروبا وتقدمها، وذل الشرق وجهله ومرضه." فهل حذف حقي كلمة حضارة من الشرق وهو ابن الحضارة الشرقية، وجعل الحضارة لأميركا فقط؟ في حين أن سالنجر تماسك ذاتيا، وبقي محافظاً على الوقوف خلف المراهق، لتكون بؤرة الاهتمام ملاحقته خطوة خطوة في عمق نفسي واجتماعي، وترك القارئ يستنتج، ليدخل الواقع الأميركي المصاب بالهشاشة التربوية والسلوكية في مغامرة أميركي غاضب وهو في حالة رفض يقينية، فتصبح روايته مرجعاً تربوياً للمدارس في أميركا لفهم سلوك المراهق، وفي الوقت نفسه أظهر إعجابا بالحضارة العربية في مصر، وقيمة الحب الروحي والجسدي ليرفع من معنويات المراهق، ليبحث في علم التاريخ، ويقرأ عن الحضارة الشرقية، وروح الحب فيها، ليمسك يد أخته الصغيرة التي تريد الرحيل معه، وهنا يقف الروائي خلف ذهول المراهق، فهو لم يرض لأخته فعل أشياء لا أخلاقية كما فعل هو ليعود إلى البيت، بينما عاد إسماعيل ليرضى بتقاليد اجتماعية زائفة لم يستطع رفضها، فتصبح رواية حقي مرجعا لرفاهة قراء وقعوا في فخ الزمن، لتعيد ذكريات فنية مارسها حقي، وبقيت في ذاكرة الزمن العربي فقط، فالمصري الغاضب من خرافات دينية انغمس بها، ليكتشف قدرة الشفاء بالإيمان، وليرضى بالخرافة مبرراً كل ما حدث بجملة واحدة "إنها لم تكن تؤمن بي". انعكاس اجتماعي على عقل يحيى حقي الباطني في اندماجه مع الخرافة، ليتعايش معها بعد أن فشل في التخلص منها، ربما أراد التوازن بين الرؤية والتعبير واللغة، بينما اختلف السرد التصويري في أدق التفاصيل الصادقة عند سالنجر بلغة محكية نابعة من أحياء نيويورك الثائرة شبابياً على كل ما هو قديم ومزيف، بدءا من مدرسة بنسي التي تضع إعلانا مزيفا لجذب الطلاب إليها "الإعلان عبارة عن فتى شديد الحيوية يركب حصانا يقفز حاجزا، كان كل ما نفعله في تلك المدرسة هو لعب البولو كل الوقت "والبولو لعبة الأغنياء فقط، ليظهر الكذب والزيف التربوي" حتى أنني لم أشاهد ولو لمرة واحدة حصانا بالقرب من ذلك المكان" لنتجه نحو خطاب سطحي عند يحيى، ومضمون لم يتعمق به ما يكفي، فاستجابة القارئ اختلفت منطقيا بين سالنجر وحقي، بين عرب وغرب، بين الموضوعية والذاتية، الوصف والتحليل، الحسي والتجريدي، بين أسلوب منطقي منفتح على عقل القارئ، وأسلوب متسلط يفرض أحكامه على أبطاله وعلى القارئ، فهل نمسك قنديل أم هاشم، لندخل إلى حقل الشوفان كالخيول الثائرة، وننتظر الحارس، ليمسك بنا قبل أن نقع، ونسمع حكاية جديدة عن قنديل آخر؟. Doha El Mol
×
الروائي ج.د.سالينجر
كان جيروم ديفيد سالينجر (1 يناير 1919-27 يناير 2010) كاتبًا أمريكيًا اشتهر بروايته الحارس في حقل الشوفان. نشر سالينجر العديد من القصص القصيرة في مجلة ستوري في أوائل الأربعينات قبل أن يخدم في الحرب العالمية الثانية. عام 1948 نُشرت قصته التي نالت استحسان النقاد «يوم مثالي لسمك البنانفيش» في مجلة النيويوركر التي نُشر فيها أيضًا العديد من أعماله اللاحقة. نُشرت الحارس في حقل الشوفان عام 1951 ولاقت نجاحًا باهرًا فوريًا، إذ كان تصوير سالينجر للاغتراب الاجتماعي لدى المراهقين وفقدان البراءة من خلال بطل الرواية هولدن كولفيلد مؤثرًا، خصوصًا بين القراء المراهقين. اشتهرت الرواية وغدت مصدر جدل على نطاق واسع.أدت شهرة الحارس في حقل الشوفان إلى لفت الانتباه العام ودراستها بشكل تفصيلي. أصبح سالينجر منعزلًا بعض الشيء وقلّ نشره لأعمال جديدة. نشر بعد الحارس في حقل الشوفان مجموعة قصصية صغيرة، تسع قصص (1953)، ومجلد يحتوي على رواية صغيرة وقصة قصيرة، فراني وزوي (1963)، ومجلد يحتوي على روايتين، شعاع عالي النظير، نجارون وسيمور: مقدمة (1963). ظهرت آخر أعماله المنشورة، وهي رواية قصيرة بعنوان «هابورث 16، 1924»، في مجلة النيويوركر في 19 يونيو عام 1965. بعد ذلك، تصارع سالينجر مع اهتمام وانتباه لم يطلبه بما في ذلك معركة قانونية في الثمانينات مع كاتب السيرة إيان هاملتون والإصدار في أواخر التسعينيات من المذكرات التي كتبها شخصان مقربان منه: جويس ماينارد، عشيقة سابقة؛ ومارغريت سالينجر، ابنته. نشأ في البرونكس وبدأ كتابة القصص القصيرة في المدرسة الثانوية. ونشر العديد في أوائل الأربعينيات قبل أن يشارك في الحرب العالمية الثانية. في 1948 نشر قصته المُزكاة (يوم مثالي لسمك الموز), في مجلة الـ نيويوركر. وفي 1951 نشر (الحارس في حقل الشوفان) التي جنت نجاحاً شعبياً سريعاً. ولد جيروم في منهاتن بـ نيويورك، والدته ماري جيليتش كانت نصف اسكتلندية نصف أيرلندية. ووالده صول سالينغر كان يهودياً من أصل بولندي وعمل ببيع جبن كشروت. غيّرت أمه اسمها إلى ميريام وتحوّلت إلى اليهودية. ولم يعلم جيروم أنها لم تك يهودية في الأصل إلا بعد حفل الـ بار متسفا الخاص به. ولدى جيروم شقيقة واحدة هي دوريس. داوم سالينغر في المدارس الحكومية في الجانب الغربي بمنهاتن. ثم انتقل إلى مدرسة مكبري الخاصة في الصف التاسع والعاشر. مثّل العديد من المسرحيات المدرسية وأظهر موهبة درامية رغم معارضة والده لأن يصبح جيروم ممثلاً. التحق بأكاديمية وادي فورغ العسكرية في وين بـ بنسلفانيا. وهناك كتب قصصه (تحت الغطاء) في حجرته ليلاً على مصباح ضئيل. ثم التحق بجامعة نيويورك 1936, وغادر الربيع التالي. في الخريف ذاته دفعه والده لتعلم تجارة اللحوم. وأُرسل ليعمل في شركة في فيينا. النمسا. وغادرها قبل وقوعها في أيدي النازيين بشهر. في آذار 1938 داوم في كلية أورسينوس في بنسلفانيا لفصل دراسي واحد فقط. في 1939 حضر درساً مسائياً للكتابة في جامعة كولومبيا. يلقيه وايت بورنيت المحرر بمجلة ستوري. ووفقاً لبورنيت. سالنيغر لم يظهر نفسه إلا في الأسابيع القليلة قبل نهاية الفصل الدراسي الثاني. حيث، حسب قوله. «عاد فجأة إلى الحياة». وأكمل ثلاث قصص قصيرة. وأُخبر أن قصصه محكمة وجيدة. ونُشر له في مجلة ستوري. في 1941. بدأ سالينغر يرسل قصصاً للـ نيويوركر. والتي رفضت سبعة من قصصه. من بينها (غداء لثلاثة) و(أنا ذهبت للمدرسة مع هتلر)، لكنها قبلت قصته (عصيان ماديسون). وهي قصة عن مراهق غير مبال بأحداث ما قبل الحرب. مما جعلها غير قابلة للنشر حتى 1946. خاصة مع أحداث الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربور. الحرب العالمية الثانية عام 1942، بدأ سالينجر بمواعدة أونا أونيل، ابنة الكاتب المسرحي يوجين أونيل. على الرغم من اعتقاد سالينجر أن أونا مهووسة بذاتها وأنانية بشكل لا يوصف، لكنه تواصل معها بشكل جيد وكتب لها العديد من الرسائل الطويلة. انتهت علاقتهما عندما بدأت أونا بمواعدة تشارلي شابلن، الذي تزوجته في نهاية المطاف. في أواخر عام 1941 عمل سالينجر لفترة وجيزة على متن سفينة سياحية في منطقة بحر الكاريبي، وعمل مديرًا للأنشطة وربما كمؤدي ترفيهي لفترة وجيزة هناك أيضًا.بدأ سالينجر بتقديم القصص القصيرة لمجلة النيويوركر في نفس العام. رفضت المجلة في ذلك العام سبع قصص من قصصه القصيرة، بما فيها غداء لثلاثة أشخاص، مونولوغ فور إيه ووتري هاي بول وارتدت المدرسة مع أدولف هتلر. في ديسمبر عام 1941، قُبل نشر «سلايت ريبيليون أوف ماديسون» وهي قصة تدور أحداثها في منهاتن عن مراهق ساخط يدعى هولدن كولفيلد مصاب «بقلق ما قبل الحرب». عندما نفذت اليابان الهجوم على بيرل هاربور في ذلك الشهر، أصبحت الرواية غير قابلة للنشر مما أحبط سالينجر. كتب لاحقًا في كتاب شعاع عالي النظير، نجارون وسيمور: مقدمة (1963): «أعتقد أنني سأكره سنة 1942 ما حييت، من باب المبادئ العامة وحسب»، ولم تُنشر القصة في النيويوركر حتى عام 1946. في ربيع عام 1942، بعد عدة أشهر من اشتراك الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، جُنّد سالينجر في الجيش، حيث شهد القتال مع فوج المشاة الثاني عشر، فرقة المشاة الرابعة. كان موجودًا على شاطئ يوتا يوم إنزال النورماندي وفي معركة الثغرة وفي معركة غابة هورتغن.خلال الحملة من نورماندي إلى ألمانيا، رتب سالينجر للقاء إرنست همنغواي، وهو كاتب كان قد أثر عليه وكان يعمل بعد ذلك كمراسل حرب في باريس. كان سالينجر معجبًا بودية همنغواي وتواضعه ووجده أكثر رقة من شخصيته الروائية العامة.وكان همنغواي معجبًا بموهبة سالينجر وقال إنه يملك موهبة ملحوظة للغاية. بعد الحرب في 1946. وافق وايت بورنيت على نشر مجموعة من قصص سالينغر القصيرة عن طريق دار نشر مجلة ستوري. ليبنكوت. معنونة بـ ((الشبّان)). ولكن الدار رفضت النشر ولام سالينغر بورنيت على الأمر. في أواخر الأربعينيات اعتنق سالنيغر الزن, وفي 1948 أرسل قصته ((يوم مثالي لسمك الموز)) إلى النيويوركر. التي كانت سبباً في شهرته.في الأربعينيات تحدث سالينغر مع العديدين حول رواية عن هولدن كولفيلد، بطل قصة ((عصيان ماديسون)). وقد نشرت في 16 تموز 1951 تحت عنوان الحارس في حقل الشوفان . تراوحت ردود الأفعال حولها، من الإعجاب المطرد إلى التحفظ على جرأتها بالنسبة لذاك الوقت. الطابع الأدبي يظهر المراهقون في أغلب أعمال سالينغر. مما جعله مفضلاً لهذه الفئة من القرّاء. يستخدم سالينغر تقنيات مثل، الحديث الداخلي، الخطابات، المكالمات الهاتفية. مما يظهر موهبته في بناء الحوار. الأعمال الحارس في حقل الشوفان (1951)، ترجمها إلى العربية الكاتب غالب هلسا عام 1978. تسع قصص (1953) فراني وزووي (1961) المصدر موقع ويكيبيديا
شيطنات الطفلة الخبيثة
BY الروائي ماريو باراغاس يوسا
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
إيقاع الحياة بين رجل وامرأة وشيطنات طفلة ضحى عبدالرؤوف المل شيطنات الطفلة الخبيثة للروائي ماريو باراغاس يوسا التي حملت كل الخلاصة الجينية للرواية، وكأنه في مختبر يبحث في علم الوراثة عن عينة يصنع منها خلقا واقعيا إنسانيا، الموسيقى تخلق فضاءات للأصوات التي نسمعها، فيترجمها الانفعال السمعي في حركات راقصة، لنشعر أننا في كرنفال حقيقي عاشه ماريو، ليكون وفياً لفن روائي أراد له البقاء، مؤرخا حقبة سياسية مهمة، وكأن البيروقراطية نموذجية كونية في عرض اجتماعي جعله ينمو ويتطور فنيا في تدوين تاريخي، لكن جعل العين الساردة على الطفلة، فلم نشعر بثقل المعلومات التاريخية التي أراد لها البقاء، وكأننا سننطلق نحو هوليود مع سارد زائر وبيروية ذات طموح هوليودي، كأنها أميركا التي تتنوع مع كل سياسة مغايرة في العالم. الحرية لا تحتاج إلى قيود، وأميركا حرة رغم الفساد الذي يعشش فيها، فهي طموح الجميع للوصول إليها، لكنها مليئة بالشيطنات الدرامية والمأساوية في حكايات متعددة، فالنزوات مباحة، والأحلام مقيدة، والحقيقة حب متين، والأهواء تتقلب، والحياة جنة وجحيم، وكأنها في ممارسات خبيثة لإرضاء هوس نفسي يشبه تعاقب الحكومات في العالم، فهل ينقصنا الطموح في العالم العربي، لنصبح مجتمعا هوليوديا كي نعيش فيه بأمان؟. تشكيل زمني يساعد على كشف أحداث سياسية مهمة تعلقت بشاب بيروي يفتقد الطموح كما تقول عنه الطفلة، بينما هو شاب وطني بامتياز، فالمرأة وطن، والتمسك بها يشبه التمسك بالوطن، ولو امتلأ بالفساد الذي يستدعي علاجه بكل قوة، فالرسائل مع خاله كانت الرابط الأساسي مع الوطن الذي يحبه كثيرا. ليلى التشيلية، الرفيقة آرليت، مدام روبير آرنو، مسز ريتشاردسون، كوريكو، أوتيلا السابحة في الفضاء التاريخي، والأحداث الثورية في رموز أحلام هوليدية بين وجوه بارزة مثل فيدل كاسترو وتشي غيفارا، فهي دائما تسعى خلف المادة والنزوات حتى الهلاك، لتستحوذ على تفكير أميركا نفسها، وكأنها أوتيلا، لكن الروائي وطني قومي بيروي مع أحلام ثورية لا تخلو من جرأة وإثارة، أقدمت عليها ليلى في انتمائها لحركة المير، فالغاية تبرر الوسيلة، لتمارس مع ريكاردو شيطناتها، وتتركه في باريس مصدوما، ليحيا في عالم الترجمة، ومن ثم يلتقي مجددا بها، ويقتنع بما هي عليه ويرضى"سأقتنع بأن أكون كلبك، مثلما أنت كلبة الوغد" ليصدم مجددا بأنه تستعمله كآلة مثيرة لفوكودا، فيشعر بالاشمئزاز، ويهجرها بقوة. فعل وحركة وتحليل استبطاني، ولغة أدبية جعلت من الطفلة الوطن الذي نتعرض فيه لشتى العذابات أحياناً، ومع ذلك نحبه، ونحافظ عليه في فلسفة قومية تنقلت بين باريس، طوكيو، لندن، كوبا، وسارد متنقل كما تتنقل الطفلة من رجل لرجل، وكما تنتقل النفس من ثورة لهدوء وموت، فهل تموت الأوطان أم أنها تجعلنا نحيا في أمان واستقرار حين تعشش حبا بنا؟. مسار تاريخي كلاسيكي راديكالي، وتلاعب في الأحداث جعلني أنصت بهدوء لكلماته التي تصف عبثية المرأة وشقاوتها، في وصف لم يشعرني بالملل أو الضجر رغم الأحداث التاريخية التي كانت تشبه خلفية زمنية تمر خلف الطفلة التي رافقته من أحياء البيرو الفقيرة إلى فرنسا، وهو يغوص في أعماق النقاء والخبث، وكأن المجتمعات السياسية في كل مكان لا تخلو من فساد، فالحياة قائمة على التضاد، خير وشر، نقاء وتلوث، معقول ولا معقول، فضيلة ورذيلة، وتصارع رغبات إيروتيكية تمثل البشر في كل حالاتهم من الوفاء حتى الخيانة، فهو الطفل الطيب، وهي الطفلة الخبيثة، فهل يحاول هنا أن يجعل الخبث من المرأة دائما كما فعلت الفتاة التي تصغره أعواما؟. يقول ماريوس فارغاس يوسا: "وظيفة الأدب تذكير البشرية بأنه مهما بدت لهم الأرض التي يعيشون عليها صلبة، ومهما بدت لهم المدينة التي يعيشون عليها عامرة فإن هناك شياطين مختبئة في كل مكان يمكنها أن تسبب في طوفان في أية لحظة". نسيج روائي ذو تفاعل سردي بناء ودلالةً، فالرواية لم تعيق القارئ في فهم الشخصيات ولا سيما الطفل الصامت حين جعلته يتكلم، في حين هو عجز عن البوح بداية، وهاجمها بحقيقة مشاعره وقرفه من لحظات عاشها معها، وهي الشخصية الديناميكية القادرة على التغيير في كل فصل من فصولها، وكأنه في دار تصاميم أزياء، كل ثوب ترتديه الطفلة له لون أسلوبي، ومضمون خاص متحرك يبهرنا به، واستبطان داخلي أظهره في اسمها الأخير أوتيلا حين عرف حقيقة انتمائها العائلي، فتصوراتنا عن الطفلة تلازمت مع كلمة خبيثة، والخبث لا يمكن إصلاحه حتى بمرض السرطان الخبيث الذي أصابها، وحملها نحو الموت في إشارة إلى أن الخبث في العالم لا نهاية له إلا بالموت. Doha El Mol
×
الروائي ماريو باراغاس يوسا
خورخي ماريو بيدرو بارغاس يوسا (بالإسبانية: Jorge Mario Pedro Vargas Llosa)، الماركيز الأول من عائلة بارغاس يوسا (ولد في 28 مارس 1936)، يشتهر باسم ماريو بارغاس يوسا، وهو كاتب وسياسي وصحفي وبروفيسور جامعي بيروفي. يُعد بارغاس يوسا واحدًا من أهم روائيي أمريكا اللاتينية وصحفييها، وأحد رواد كتّاب جيله. يرى بعض النقاد أنه يتمتع بتأثير عالمي وجمهور دولي أعرض مما لدى أي كاتب آخر ينتمي إلى حركة الازدهار الأدبية الأمريكية اللاتينية. فاز عام 2010 بجائزة نوبل في الأدب «عن خرائط هياكل القوة التي رسمتها أعماله وتصويره النيّر لمقاومة الفرد وثورته وهزيمته».حظي بارغاس يوسا بشهرة عالمية في ستينيات القرن العشرين بسبب روايات مختلفة كتبها، مثل «زمن البطل، أو المدينة والكلاب» (بالإسبانية: La ciudad y los perros) (1963/1966)، و«البيت الأخضر» (بالإسبانية: La casa verde) (1965/1968)، و«حديث في الكاتدرائية» (بالإسبانية: Conversación en la cathedral) (1969/1975). تتنوع نتاجاته الغزيرة ضمن مدى واسع من الأنماط الأدبية، من بينها النقد الأدبي والصحافة. وتضم أعماله الروائية مواضيع كوميدية وألغاز جرائم وروايات تاريخية وأحداثًا سياسية، وقد تحول العديد من أعماله إلى أفلام، مثل: «بانتاليون والزائرات» (1973/1978) و«العمّة جوليا وكاتب النصوص» (1977/1982). تأثر العديد من أعمال بارغاس يوسا بوجهة نظر الكاتب حول المجتمع البيروفي وتجاربه الشخصية بوصفه مواطنًا بيروفيًا. غير أنه وسّع مداه بشكل متصاعد، فعالج موضوعات وأفكار مستوحاة من مناطق أخرى من العالم. وأقدم بارغاس يوسا في كثير من مقالاته على نقد الوطنية ضمن مناطق مختلفة من العالم. وشهدت مسيرته تحولًا آخر تمثل في الانتقال من أسلوبٍ ومنهج مرتبط بالحداثة الأدبية إلى أسلوب ما بعد حداثة عابث أحيانًا. ومثل حال الكثير من كتّاب أمريكا اللاتينية، شهدت مسيرة بارغاس يوسا نشاطًا في مجال السياسة. وعلى الرغم من دعمه أول الأمر لحكومة فيدل كاسترو الثورية الكوبية، فقد تحرر بارغاس يوسا من سحرها لاحقًا بسبب سياساتها، ولا سيما بعد حبس الشاعر الكوبي هيبيرتو باديّا في عام 1971. ترشح إلى الانتخابات الرئاسية البيروفية في عام 1990 مع ائتلاف يمين الوسط الجبهة الديمقراطية (بالإسبانية: Frente Democrático)، مؤيدًا الإصلاحات الليبرالية الكلاسيكية، لكنه خسر في الانتخابات أمام ألبرتو فوجيموري. وهو الشخص الذي «صاغ العبارة التي جابت أنحاء العالم» في عام 1990، إذ أعلن على التلفزيون المكسيكي أن «المكسيك هي الدكتاتورية المثلى»، ليتحول هذا التصريح إلى قول مأثور خلال العقد التالي. فارغاس يوسا عام 1982 ماريو بارغاس يوسا هو أيضًا واحد من الشخصيات الريادية الخمس والعشرين ضمن لجنة الإعلام والديمقراطية التي أنشأتها منظمة مراسلون بلا حدود. الجوائز جائزة بيبليوتيكا بريبي (1963) جائزة روميلو غاييغوس (1967) جائزة أمير أستورياس للآداب (1986) جائزة بلانيتا (1993) جائزة ثيرفانتس (1994) جائزة النقاد (1998) جائزة نوبل في الآداب عام (2010) ملحق بالعديد من الجوائز التي حصل عليها يوسا
تشابه الأزمنة وتداخل الجوهر
BY الروائي ربيع جابر
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تشابه الأزمنة وتداخل الجوهر في رواية دروز بلغراد ضحى عبدالرؤوف المل أنت تكتب بيدك، كيف ستعيش أبديتك؟ خلاصة فيزيائية كيمائية تبعدكَ عن الإرادة المذهبية التي تفصل الأديان عن بعضها، وتفصل الأزمنة التاريخية، لتعيد تشكيلها وفق محاور سياسية تتلاعب بها أبعاد أيديولوجية، وانعكاسات تاريخية، لتتكون أزمات نفسية يمر بها رجال الدين، فهل هو تقدير الله للكائنات بما هو مكتوب في اللوح المحفوظ يجعل العبد يستسلم ليرفض الإيمان بالقدرية ويتساءل: "أين العدل؟ كيف يصنع الرب بي هذا؟ وهيلانه؟ والصغيرة كم كبرت" رواية ربيع جابر"دروز بلغراد" التي نال عليها مؤخرا جائزة البوكر في نسختها العربية تعيد بعث الحياة بين السطور في مفارقات ذات دلالات فكرية سياسية ودينية "أما السفينة فقد صارت في وسط البحر مُعذبة بين الأمواج" ربما أحسّ أنه بين جيش من الأرواح الشريرة وسط ظلام، إنّه التيه الزمني "لعله الليل في الخارج" فالمكان هو القبو، وهو يشبه العذاب تحت الأرض، توظيف المقدمة في بلوغ المأساة، فمتى تكون القيامة؟ مزجٌ تاريخي ديني مذهبي في قالب روائي، وكأننا أمام شيفرة أدبية تلعب على توظيف الخيال، ليتماشى مع الواقع عبر الأزمنة، هل نصارع الأقدار؟ أم أننا نلملم أفعالنا لتقيدنا في سلاسل حديدية صلبة؟ إنها عدوى تنتقل من بلد إلى بلد تحت مسميات ثورية تنشط كالوباء، نزوح من دمشق إلى بيروت، والمدن اللبنانية مرة أخرى." الناجون بجلودهم نزحوا إلى بيروت" أخبرته عن نساء دمشقيات اللهجة، رأتهن يتدافعن على قفة الخبز أمام الجامع العمري" خيال في رموز سياسية عميقة تنعكس على الواقع في امتلاء روحي يجمعنا مع صلاة الأم، فهل حقا نحتاج لصلاة الأم تيريزا "في دعائها" يا رب حين يذلني أحد دعني أجد من أمدحه". تفاعل نفسي زمني فيزيائي في مدة زمنية ذات تأثير سيكولوجي تكويني في ماضي يسكن الحاضر، ويعشش في المستقبل، لنحيا الأحداث في أبعاد ثلاثية ذات كينونة واحدة، ونتنفس في شهقة وجودية تعيدنا إلى عالم صغير. يقول بروك: "نريد بالأدب أفكار الأذكياء، ومشاعرهم مكتوبة بأسلوب يلذ القارئ" ذكاء لغوي في لَكنة لفظية قديمة أتقن إخراجها بهدوء وصلابة حائط الدك.. جل.. قفة الخبز.. دغشة المساء.. الزندان.. القرم.. إلخ.. مما يبعث الاستمتاع، ويفتح أبواب الفن الروائي المركب، حين يتحول بائع البيض إلى سجين، والسجين إلى حر في لعبة قدرية أخرى. وماذا يفعل شيخ وهو وحده إلا مناجاة الله؟ "أردت أن أرى ماذا يفعل شيخ في مكانك وهو وحده" ربما هي إشارة لرجال الدين تأخذهم أمور الدَنيا عن روحانية الحياة، والقبول بالسعي خلف جرات الذهب التي ستؤول في النهاية لإسماعيل باشا. "هذه العثمليات لا تكفي لدفع التعويض عن نصف أولادك" إنّه الصراع على البقاء رغم قيود القدر العجيبة التي يستسلم لها البعض، ويتمرد عليها البعض الآخر، في جغرافية أمكنة تعاني الصراع بين النفس والطبيعة والقوى الحاكمة، والحب والعاطفة الأبوية المتدفقة، فكيف يتقبل كلمة انتقِ وهو صاحب مقام بين أهله؟ "انتقِ واحداً من أولادك الخمسة، وخذه معك من الزندان" لكن هل يعترف الباشا لشيخ يراه للوهلة الأولى عن تفاصيل حياته؟ وهل يمكن لمن يمتلك سلطة الأمر أن يضعف لهذه الدرجة؟ أم أنها إشارة لرئيس ما في زمن مختلف؟ معرفة علمية عملية فنية في عناصر مشتركة ينطبق عليها خصائص حسية جعلت من الأخوة الخمسة رمزاً كأصابع اليد مثلا، أو عناصر الطاقة الحياتية الأثير والهواء والنار والماء والتراب، وهو هنا يتجاوز المعقول في اللامعقول، ليضع حنا معهم، فهل من شتيمة نردها همسا ونحن نتلكأ في خروج نتوقف عنده حين نرى بقعة دم أسود، لنستدير ونقرر الهرب قبل أن تقع الإرادة السنية التي تحدد مصير شعب أو طائفة في عالم يطمح للتغير؟. هل يتنبأ ربيع جابر لعالم يسير نحو التخلف السياسي؟ أم أنه يفتح العالم الكبير ويلغي الحدود؟، ليتوقف بنا عند هيلانة، كلما وصلت الأحداث عند الذروة. هيلانة التي لم تشعر بجلبة العائدين من الصلاة في الجامع، وبقيت هاجعة رغم ثرثرة النساء المسنات أمام الكنيسة في تعايش ديني، لنستريح في بيتها من متعة التشويق والشغف بالمتابعة ورائحة ماء الزهر تفوح، وقلي السبانخ، لندخل فجأة مع المحابيس في محاكاة لا تخلو من قدرة فكرية في حركة روائية محببة مع أحداث حادة، أسنان تكسرت، وكتف انخلعت ،هل سيرمونه في البحر؟ لنعود إلى أحضان هيلانه مجددا، أنظمة حياتية تحاكي الإنسان في اجتماعيات تربينا عليها، لم ينسها جابر رغم تعدد الأحداث في رؤية تخطّت حقوق الإنسان العادي حتى الأسير في قوميات طاغية من خلال تفاعلات سردية تزيد من نقمة المشاعر على جبروت الأحداث الواقعية في زمن تاريخي حاضر يتقمص سجناء انغمسوا في مشاهد نراها يوميا عبر انتفاضة الولد، كي لا يحيا حياة أبيه في موروث رفضه ابن الوقاد يعقوب، بينما لم يرفضه ابن زعيم سياسي أبداً. تفاصيل لم أشعر معها بالملل أو بالضجر بل جعلتني أتسابق مع حنا، لأنتقل عبر الزمن في براعة فكرية حسية تحليلية، لأستبق الأحداث، وأتنبأ بما سيحدث لحنا. أحداث ميلودرامية في حبكة قوية، يقول الروائي هنري جيمس:" ما يهم الروائي الحديث هو جوهر الإنسان حتى يحطم حدود الزمان والمكان، ويخرج بروايته إلى المجال العالمي الإنساني" تسلسل منطقي ملون في خلفية طبيعية تشبه الإنسان في احتكاك مذهل، ينعكس على الصراع النفسي في بؤرة بصرية تضيق وتتسع، وكأننا في لقطة مشهدية واحدة مع حنا، لنراهم فجأة في البساتين مع وكيل نازلي اليهودي، لنتعلم بعض من مناسك الدروز، لنقف مع هيلانة بين الحيطان المظلمة، ونمشي مع الأب بطرس وهيلانة في شرود "ترحيل الدروز أمس أخذوهم من هنا" حدود جغرافية روائية فتحت العالم في كينونة وجود واحدة في حروب مختلفة، لكنها واحدة "وفي جوف الصندوق الرؤوس المقطوعة والمحنطة لأعدائه" دفنوه في يوم كئيب ماطر، وطمروا خزنة الرؤوس معه، كما طمرت الحروب الجثث الجماعية في خندق سياسي واحد، لنتساءل مرة أخرى: أين حقوق الإنسان ليصرخ" أنا مسيحي من بيروت، لست من بلاد الصرب" ليعودوا إلى القبو المنحوس، وتتسلسل الأحداث، ليستوقفنا مصطفى مراد مع بناته في وقفة لا مبرر لها فنيا. أخرجوهم لتصليح طرق أفسدتها السيول "كانت بهجتهم لا تصدق" بلغوا هضبة، وأطلوا على البساتين" دبروا لهم قبوا واحدا واجمعوهم فيه" لننتقل في مشهد سينمائي إلى البرج، ونحلم بالخروج من الهرسك، ونحيا الفرح حين أعطوهم ثيابا وزنانير وأحذية "أطلقوهم وضموهم إلى فرقة الهندسة في الجيش العثماني كي يخدموا" ومع ذلك خافوا من المدى الفسيح ونقاء الهواء، لترتفع أصوات الجبل عاليا، ويموت واحدا، لنعيش معهم في ثكنات صوفيا قبل أن نأكل كعك الفصح، فما الذي يريد قوله ربيع جابر في فلسفة تاريخية التمييز بين الخير والشر؟ أن نتصالح مع لغته الروائية في أيديولوجيات دينية غامضة في خطاب مذهبي؟ أم ماذا يحدث في السجون؟ أم أننا ضحية الأغلال التي تكبلنا في منطق عجيب؟ فهل ولدنا في سجن الحياة اللامحدود ننتظر الخلاص؟ أم أننا وقعنا في التيه أربعين سنة؟.." لا تهتم، تمر بسرعة، أنا هنا منذ أربعين سنة " مهارة في توليف المشاهد وإغلاقها في جمل قصيرة" سوف يسبقهم إلى البيت" "أخفتها الأشجار" وتوهج النهاية في الحج لمسيحي يسمع سورة البقرة، ويجلس بين الحجيج، ليسمع قصة الفداء، ويشرب من ماء زمزم، لينتهي المشهد بصورة شيخ ممسك بعصاه" يسجد تحت قناطر الجامع، شعر أنه المسلم الفقير سليمان" مونولوج ساخر لقصة الكبش السماوي التي تجمع الأديان في روايتها، فلماذا نختلف ونتفرق؟ عنونة تاريخية ذات مدلول شعبي خاضع للمفهوم الزمني والشكل الروائي المرتبط بحنا، يتحكم بالصورة في زمن العولمة، وذكرني برواية" السائرون نياما" فالحكاية هي تمرد على الزمن في شهقة النهاية. إلا أن حكاية حنا يعقوب ليست مجرد حكاية تاريخية تتشابك مع أحداث العصر الحالي، إنما تطرح مواضيع اجتماعية وسياسية وفكرية في رؤية كونية وفلسفة عالمية نادرة في مفارقة الواقع عبر التاريخ في رواية زمنية متنوعة في فصولها العجيبة بمهارة راو متمرس متخف يمتلك براعة الوجود، لا يخاف الهواء الأصفر، ولا الحرب ولا الحدود في إيقاع ميلودرامي جذب القارئ بمختلف تنوعه، من قارئ عاطفي إلى قارئ عقلاني، حتى القارئ المتمكن وهو يخوض أحداث وصلت للذروة حين عاد للسجن، لأنه سرق بيضة لنمسك بالعصا أخيرا، ونقول" كفاكم جلوسا على هذا الجبل" كفاكم جلوسا على الكراسي، قوموا وامتلكوا شهقة تعيدكم إلى الحياة. Doha El Mol
×
الروائي ربيع جابر
ربيع جابر هو روائي وكاتب وصحافي لبناني ولد في بيروت العام 1972. حاصل على شهادة في الفيزياء من الجامعة الأمريكية في بيروت. عمل في تحرير الملحق الثقافي الأسبوعي آفاق في جريدة الحياة في طبعتها التي كانت تصدر في لندن. حاز جابر على الجائزة العالمية للرواية العربية لدورة عام 2012 عن روايته دروز بلغراد، وأعلن ذلك في أبوظبي في 27 آذار (مارس) 2012. وترجمت روياته إلى الفرنسية والألمانية، منها: «دروز بلغراد»، و"الاعترافات"، و«رحلة الغرناطي»، و«بيريتوس: مدينة تحت الأرض» ولد ربيع جابر في بيروت في العام 1972، وبسبب نشوب الحرب الأهلية اللبنانية، قضى معظم سنوات الحرب في الجبل في بلدة بعقلين الشوفية ، حيث كانت الحياة في ذلك الوقت موزعة بين المدارس والملاجئ، بين الملاعب والحقول وأخبار الاقتحامات والجبهات. وعن حياته وتأثير المكان على كتاباته الأولى، يقول جابر في حوار معه: «ولدت في بيروت سنة 1972 في مستشفى صغير محته سنوات الحرب عن وجه الأرض. كان يقع في جوار المتحف الوطني وتلك المنطقة تحولت بعد 1975 إلى جزء من خط التماس الأخضر المشهور الذي قسم بيروت إلى مدينتين متناحرتين بيروت الشرقية وبيروت الغربية على امتداد 15 سنة. خط التماس الذي صار خيالياً الآن أو غير موجود كان بين 1975 و1990 عبارة عن أحياء كاملة متداعية محروقة ينتشر فيها الشوك والخراب والكلاب المسعورة وترمى فيها جثث مخطوفين قطعت أعمارهم بسبب كلمة على الهوية. إذا ذهبت إلى هناك الآن تجد زحمة وسياحة وأعمالاً مزدهرة وأبنية مرممة وأبراجاً سكنية جديدة فخمة ومتاجر عالمية تبيع ما تشتهي وجنب هذا ترى بعض آثار الحرب مثل بيت مهجور محطم أو حائط مخرم بثقوب الشظايا والرصاص. لا ترى جثثاً عارية مكومة لم ييبس الدم النازف منها بعد. مرّ الزمن والزمن رحيم». في العام 1989 استقرّ في «بيروت الغربية» ، وسكن في الجامعة الأميركية، وحصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من الجامعة نفسها. في العام 1996 نشر ربيع جابر تحت اسم مستعار هو نور خاطر رواية عنوانها «الفراشة الزرقاء». اتجه للعمل في الصحافة في العام 2001، فعمل محررًا في الملحق الثقافي الأسبوعي «آفاق» الذي كانت تصدره جريدة "الحياة". ومنذ بداياته، رأى جابر «الكتابة بأنها الخلاص الوحيد، الدرب الواضح المضيء الذي سيمشي عليه»، علمًا أن لا أحد يعلمُ الكثير عن حياته الشخصية إلاّ القليل، وما استشفه الناس من كتبه وبعض التصريحات القليلة جداً. نشاطه الثقافي والسردي نشر ربيع جابر نحو 19 رواية ما بين 1992 و2014. ففي العشرين من عمره، نشر روايته الأولى سيّد العتمة (1992)، وقد فازت بجائزة الناقد للراوية.في العام 2010 رشح جابر لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية على رواية «أميركا» الذي اقتبس منه فيلم بالاسم نفسه. إلا أنه فاز بها في العام 2012 عن روايته دروز بلغراد… حكاية حنا يعقوب في عمر 40 عامًا. ويعدّ أول روائي لبناني يفوز بالجائزة. وقد ترجمت الرواية إلى الفرنسية في باريس عن دار غاليمار في سلسلة «من العالم أجمع» وأنجز الترجمة سيمون كورساي وشارلوت واليز. كانت روايته «أميركا» قد استغرقت كتابة متقطّعة من العام 1998 إلى العام 2009، أصدر خلال تلك الأعوام أكثر من رواية، لكن رواية أميركا لم تكن لتنتهي بعد. أما عند كتابة رواية «دروز بلغراد»، فقد قضى سنوات في البحث عن تلك الفترة في مكتبة الطابق السفلي في الجامعة الأمريكية في بيروت. وقال: «قضيت ساعات في مسح أرشيفات الأوراق العثمانية، قد أعطاني هذا فكرة عما كانت عليه الحال في ذلك الوقت». وعن دروز بلغراد، قالت لجنة تحكيم جائزة البوكر: «العمل الأكثر تميزاً ولمعاناً واجتهاداً فاستحقت جائزة البوكر العربية للرواية للعام 2012 لتصويرها القوي لهشاشة الوضع الإنساني من خلال إعادة خلق قراءة تاريخية ماضية في لغة عالية الحساسية». وتدور الرواية حول واقعة تاريخية حدثت بعد اندلاع الحرب الأهلية في جبل لبنان (1860) أيّام السلطنة العثمانية، إذ صدر الفرمان العثماني باعتقال 550 درزيًّا، لينسج منها جابر حكاية حنّا يعقوب المتخيلّة، بائع البيض المسيحي الذي يسوقه حظّه النحس في صباح ربيعي إلى ساحة يُعتقل فيها ظلماً ليكون الشخص البديل من أحد أبناء الشيخ غفر عز الدين، بعدما دفع والده رشوة إلى الضابط العثماني، هكذا يغدو حنّا يعقوب، المسيحي الماروني، واحد من «الدروز» المنفيين إلى بلجراد، إحدى دول البلقان، عقاباً على اعتدائهم على المسيحيين الموارنة. في العام 2017 فازت روايته «الاعترافات» بالجائزة الأدبية عن مركز القلم الدولي في أميركا، عن فئة الترجمة، وقد ترجمها كريم جيمس أبو زيد. وتدور الرواية الصادرة عن المركز الثقافى العربي (2009)، حول «مارون الصغير الذي يحكي قصته مع عائلته أيام الحرب الأهلية بلبنان بين عامي 1975 و1990، فيتحدث عن والده، وأمه، وشقيقه الأكبر وشقيقاته، وعن أخيه الصغير الذي لم يره، لكنه يرى صورته معلقة على الحائط». أسلوبه يعتمد جابر في كتابة رواياته الأسلوب الواضح، إذ «يسحبك معه لتعيش تفاصيل الرواية وعمقها حتى تشعر أنك أمام مشهدٍ من فيلم ليس ورقةً في كتاب وحسب، يختلف على تقبّله وحبّه كثيرون حيث يصفه البعض ممن قرأوه بأنه واضحٌ حدّ الأذى بعيدٌ من أية مشاعر».وتأخذ رواياته "المنحى الذي يمسك القارئ من كتفيه ويهزه عنيفًا، يتردّد بين الماضي والحاضر، الواقع والحلم، فيمثّل ذاتًا لإنسان خبِر الحروب اللبنانية ومفاعيلها مع إظهار عبثية الموت وابتذال العيش، وهذا ما يظهر جليًا في روايته التي وثقت الحرب الأهلية اللبنانية بطريقة دقيقة “الاعترافات”. تكريم كُرّم جابر في العام 2009 باختياره ضمن مشروع «بيروت 39»، لاختيار أفضل 39 كاتبًا وكاتبة عرب دون سن الأربعين، وصدر الكتاب بمناسبة بيروت العاصمة العالمية للكتاب في العام 2009. وضمّ الكتاب إبداعات لأدباء وشعراء تحت سن التاسعة والثلاثين في العالم العربي. وكان قد تم الإعلان عن القائمة في معرض فرانكفورت العالمى للكتاب في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2009. مؤلفاته تنوعت موضوعات ربيع جابر الروائية بين التاريخ والواقع الاجتماعي والسياسي والنفسي، ولا سيما في الغوص في تفاصيل وأبعاد الحرب الأهلية اللبنانية وتداعياتها لاحقا على المجتمع اللبناني، كما كتب عن أعماله العديد من الكتابات والدراسات والأبحاث.من أبرز أعماله الروائية: 1992: سيّد العتمة 1995: شاي أسود 1996: البيت الأخير 1996: الفراشة الزرقاء 1997: رالف رزق الله في المرآة 1997: كنْتُ أميراً 1998: نظرة أخيرة على كين ساي 1999: يوسف الإنجليزي 2003: بيروت مدينة العالم 2005: بيروت مدينة العالم 2 2005: رحلة الغرناطي (ترجمة لكتابه بالألمانية Granadianens resa) 2006: تقرير ميليس (صدرت ترجمتها إلى الإنجليزية سنة 2013، وأنجزها كريم جيمس أبو زيد) 2007: بيروت مدينة العالم 3 2008: الاعترافات (صدرت ترجمتها إلى الإنجليزية سنة 2016، وأنجزها كريم جيمس أبو زيد) 2009: بيريتوس: مدينة تحت الأرض (وأيضا صادر بالفرنسية) 2009: أميركا (صدرت في 6 طبعات) 2011: دروز بلغراد (صدرت في 19 طبعة) 2011: طيور الهوليدي أن 2014: المبرومة - مختصر طيور الهوليداي ان
«
3
4
5
6
7
»