Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
سلاحف إلى ما لا نهاية
BY الروائي غيربرند باكر
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تفاعل السرد وعلم النفس في «سلاحف إلى ما لانهاية» لجون غرين ضحى عبدالرؤوف المل تريح رواية جون غرين الصادرة عن شركة المطبوعات للنشر والتوزيع بعنوان «سلاحف إلى ما لانهاية» العقول في سن المراهقة والشباب، الذين يعيشون الخوف من المحيط حولهم، كالمدرسة والبيت، والأمراض والقيود الدقيقة المفروضة في المجتمعات الكبيرة والصغيرة معا . فالراوي المراهق المصاب بوساوس اضطرابية، تجعل من حوله لا يفهمون مشكلاته التي يصورها بأسلوب سردي درامي، ذي الغاز تثير الغموض والتساؤل، في ما إذا كان الراوي بصحة عقلية أم لا! ما يدفع القارئ إلى عمق الرواية مدفوعا بالحركة اللإارادية نحو أفكار الراوي، وبحلزونية لم يخفها عن غلاف الكتاب، بل تركها دليلا على متاهة المرض النفسي الذي أدخلنا فيه مع المراهقين، وبتأريخ لحياة المراهق في فترة زمنية حاضرة، أي في حاضر يمر معه الراوي، كأنه المراهق الذي يعيد تشكيل شباب المستقبل بمنحهم الثقة في مخاوفهم وهواجسهم، كأمر طبيعي يمر به كل مراهق في الحياة، وبوعي مدرك للكثير من الأمراض التي لا شك فيها، بل وبيقين جعل من الشخصيات المضطربة شخصيات ناجحة في الحياة، لأنها تعايشت مع أمراضها النفسية، كحالة تلازم الشخص المصاب بها، وتصالحه معها، في الوقت نفسه يؤكد على أهمية المعرفة الجرثومية التي رافقت الطالبة في مدرسة حكومية في شمال أنديانا، التي تفرض على الطلاب وجبات طعام في ساعات محددة، منتقداً كمراهق القوانين والأنظمة الداخلية التي يتذمر منها كل مراهق في عمره، لا يستطيع أن يقرر شيئا، وهذه المقولة للمفكر أرثر شوبنهاور «بإمكان المرء أن يفعل ما يشاء لكنه لا يستطيع أن يقرر ما يشاء». رواية نفسية درامية، خاصة بالمراهقين، الذين يجعلون من أنفسهم الأبطال في الألغاز القديمة أو المغامرات، وبمشاهد حسية دراماتيكية. في أولى صفحاتها تؤكد الرواية على خوف المراهق من كل ما يقيده ويفرض عليه لتطبيق الأنظمة والقوانين، التي تضعه في قوالب لا يمكن الفرار منها، لأنها تجسد قوته في المستقبل وقدرته على التكييف الوظيفي والاجتماعي، والعمل المحصور بالعيش وتحقيق الذات، وبخيوط روائية لفها بتصوير متعدد الرؤى لتنسجم مع روحية الشباب وتطلعاتهم الوجودية، وخوفهم من العدم أو من الفشل، وحتى من القلق والاضطراب المرافق لهم في الحياة «القلق هو النظرة الصحيحة إلى العالم، الحياة مدعاة للقلق»، فهل يحاول جون غرين بث صورة واقعية عن حاضر لن يكون المستقبل الأبدي الذي تحدث عنه؟ رواية نفسية درامية واجتماعية خاصة بالمراهقين، الذين يجعلون من أنفسهم الأبطال في الألغاز القديمة أو المغامرات، وبمشاهد حسية دراماتيكية، أو المجبرين على فعل الأشياء التي لا يريدونها، وتتميز بالسهل الممتنع القادر على التقاط القراء ومنحهم تفاصيل الأمكنة، في مدينة تجمع الشخصيات كما تجمع تاريخها وجمالها وندرة طقسها، «في أنديانا بوليس، ننعم بثمانية أيام إلى عشرة أيام جميلة بحق في العام»، وحتى تفاصيل نفسيات مختلفة للشخوص كجزء لا يتجزأ من مجتمع الرواية، الذي اسس له كمراهق يكتب عن شخصيات من الناس حوله، وعن نفسه وبمشاعر معقدة ومتناقضة، محاولا فيها إجراء التحليل النفسي على القراء ومعهم. خاصة أن القارئ يعود لفترة المراهقة مع الراوي، وتقديم العلاج الطبيعي القائم على مسارات الحياة نفسها التي تدفعنا إلى إجراء عدة اختبارات للكثير من الأشياء حولنا «فالرعب الحقيقي ليس أن تكون خائفا، بل ألا يكون لك خيار في الأمر». وبرصد للفروقات النفسية بين شخوصه بشكل عام، وبين المراهقين بشكل خاص وتقلباتهم المزاجية وأحاديث النفس الداخلية، ومنح مزاجية المراهق صورة واقعية يتوازن من خلالها الفعل وردة الفعل الشعورية واللاشعورية، بدون رفض الواقع، بل بالتذمر من البالغين والتعايش مع الفترة العمرية الجديدة التي يعود إليها المراهق لطفولته عبر الذكريات، كالواقع بين طرفين، أحدهما عليه العبور نحوه وهو غير مدرك للمجهول، والآخر العودة إلى الوراء وما تكونت منه شخصيته التي هو عليها الآن. بهذا يكون جون غرين قد استطاع وصف المشاعر الإنسانيه التي تنتابنا في فترات الحياة من الطفولة إلى المراهقة فالبلوغ والنضوج. تناغم السرد في رواية جون غرين بين الشخوص كافة والطبيعة الاجتماعية للأفراد، لتندمج مع أساسيات علم النفس، وكل ما هو اجتماعي وعاطفي وتاريخي «قرروا أنه المكان المثالي للعاصمة، لأن كل هذا جرى في 1819 أو ما يقارب، حين كانت أي مدينة فعلية بحاجة إلى الماء للشحن البحري وما إلى ذلك. ثم أعلنوا سنيني مدينة جديدة! وسنتذاكى ونطلق عليها اسم أنديانا بوليس. «وبتعميم اجتماعي ذي مشاعر إنسانية يشترك فيها أطراف المجتمع الروائي، أو الواقعي، وبتفرد لكل شخصية وشخصية أخرى أو صدى العالم الروائي في نفس القارئ. ليتحد المراهق أو الراوي مع الكل، وبما يثير قوة التفاعل بين الأحداث والأشياء المشتركة بين الشخوص تبعا لفئاتهم العمرية أو المتقاربة في ما بينها، والأكثر ملاءمة بميولها الداخلية المتناقضة مثل «إزا هولمزي» و»ديزي» ليحتضن جون غرين الرواية، إذ تتكشف تطورات الشخوص بتنظيم يمثل أبعاد الحياة الواقعية، ومراميها المسيطرة بميولها البشرية أو صراعها مع قوى العقل الواعي واللاواعي، واللغز الأكبر هو اختفاء «بيكيت» الرجل الهارب من الشرطة وجائزة المئة ألف دولار لمن يجده. لتبدأ الخيوط الدرامية في رواية «سلاحف إلى مالا نهاية» بالتقاطع بين الرواية النفسية ورواية المغامرة، بأسلوب استثنائي سعى إليه جون غرين لخلق التشابه والتباين في واقع المراهقين والشباب والبالغين، بغض النظر عن الطفولة المؤثرة على مسار الحياة بشكل عام، أو على خطها الحلزوني الذي يسلكه البعض كسلحفاة تسير إلى ما لانهاية ببطء شديد، مبتعداً عن التفرد بالشخصية الواحدة، فالشخوص في روايته كلهم الأبطال ولكل واحد منهم سمات تجعله المتفرد في رواية لم تضعف فيها الشخوص. Doha El Mol
×
الروائي غيربرند باكر
جون مايكل جرين (من مواليد 24 أغسطس 1977) هو مؤلف أمريكي، ومستخدم YouTube، ومذيع بودكاست، ومحسن. تحتوي كتبه على أكثر من 50 مليون نسخة مطبوعة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك The Fault in Our Stars (2012)، وهو أحد الكتب الأكثر مبيعًا على الإطلاق. يعود الفضل في صعود جرين السريع إلى الشهرة وصوته المميز إلى إحداث تحول كبير في سوق الخيال للشباب البالغين. يشتهر جرين أيضًا بعمله في مجال الفيديو عبر الإنترنت، وأبرزها مشاريعه على YouTube مع شقيقه هانك جرين. ولد جرين في إنديانابوليس، إنديانا، ونشأ في أورلاندو، فلوريدا، قبل الالتحاق بمدرسة داخلية خارج برمنغهام، ألاباما. انه حضر كلية كينيون، وتخرج بتخصص مزدوج في اللغة الإنجليزية والدراسات الدينية في عام 2000. ثم أمضى جرين ستة أشهر كطالب قسيس في مستشفى للأطفال. أعاد النظر في طريقه وبدأ العمل في Booklist في شيكاغو أثناء كتابة روايته الأولى. حصلت روايته الأولى "البحث عن ألاسكا" (2005) على جائزة مايكل إل برينتز لعام 2006. أثناء إقامته في مدينة نيويورك، نشر جرين روايته الثانية، وفرة من كاثرين (2006). بدءًا من 1 يناير 2007، أطلق جون وشقيقه هانك قناة Vlogbrothers على YouTube، وهي عبارة عن سلسلة من مدونات الفيديو المقدمة لبعضهما البعض في أيام الأسبوع بالتناوب. أنتجت مقاطع الفيديو مجتمعًا نشطًا عبر الإنترنت يسمى Nerdfighteria وحملة سنوية لجمع التبرعات على غرار telethon تسمى Project for Awesome، وكلاهما استمر ونما بمرور الوقت. عاد جون إلى إنديانابوليس في عام 2007، ونشر ثلاث روايات على مدى السنوات الثلاث التالية: دعها تثلج: ثلاث رومانسيات للعطلات (2008، مع مورين جونسون ولورين ميراكل)؛ روايته المنفردة الثالثة Paper Towns (2008)؛ وويل غرايسون، ويل غرايسون (2010، مع ديفيد ليفيثان). من عام 2010 إلى عام 2013، أطلق جون وهانك العديد من مشاريع الفيديو عبر الإنترنت، بما في ذلك VidCon، وهو مؤتمر سنوي لمجتمع الفيديو عبر الإنترنت، وCrash Course (2011 إلى الوقت الحاضر)، وهي قناة تعليمية واسعة النطاق. حققت رواية جرين لعام 2012، The Fault in Our Stars، والفيلم المقتبس منها عام 2014 نجاحًا تجاريًا ونقديًا هائلاً، مما أدى إلى العديد من التعديلات السينمائية والتلفزيونية الأخرى لعمله. تم إدراجه في قائمة مجلة تايم لعام 2014 لأكثر 100 شخص تأثيراً في العالم. مشاريع جرين اللاحقة، روايته السلاحف على طول الطريق (2017) ومراجعة الأنثروبوسين (2018-2021)، تعاملت بشكل مباشر مع قلقه واضطراب الوسواس القهري. بدأت مراجعة الأنثروبوسين كبودكاست في يناير 2018، حيث قام جرين بمراجعة الجوانب المختلفة للأنثروبوسين على مقياس خمس نجوم. تم بعد ذلك تعديل البودكاست إلى مراجعة الأنثروبوسين: مقالات عن كوكب يتمحور حول الإنسان (2021)، وهو كتابه الواقعي الأول. منذ منتصف عام 2010، كان جون جرين مدافعًا بارزًا عن قضايا الصحة العالمية: فهو أحد أمناء منظمة شركاء في الصحة (PIH)، حيث يدعم هدفهم المتمثل في الحد من وفيات الأمهات في سيراليون، وعمل مع PIH، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومنظمة الصحة العالمية. شراكة أوقفوا السل، وحكومة الفلبين، من بين جهات أخرى، في مكافحة السل في جميع أنحاء العالم. الحياة المبكرة والتعليم ولد جون مايكل جرين في 24 أغسطس 1977، في إنديانابوليس، إنديانا، لأبوين مايك وسيدني جرين. في غضون شهرين من ولادته، انتقلت عائلته إلى ميشيغان، ثم لاحقًا إلى برمنغهام، ألاباما، وأخيرًا إلى أورلاندو، فلوريدا. هناك التحق بمدرسة جلينريدج المتوسطة ومدرسة ليك هايلاند الإعدادية. عمل والد جرين كمدير تنفيذي لمنظمة الحفاظ على الطبيعة في فلوريدا، وعملت والدته، بعد أن كانت ربة منزل، في منظمة غير ربحية تسمى مبادرة المجتمع الصحي. عندما كان عمره 15 عامًا، بدأ الالتحاق بمدرسة إنديان سبرينغز خارج برمنغهام، ألاباما، وتخرج في عام 1995. أثناء التحاقه بالمدرسة الإعدادية، أصبح جرين صديقًا جيدًا لدانيال ألاركون، الذي أصبح لاحقًا مؤلفًا أيضًا. زوجة جرين المستقبلية سارة أوريست حضرت أيضًا إنديان سبرينغز في نفس الوقت الذي كان فيه جرين، على الرغم من أنهما لم يصبحا أصدقاء حتى تم التعرف عليهما مرة أخرى في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وقد وصف جرين تربيته بالقول إنه "على الرغم من أنه عاش طفولة سعيدة،إلا أنه لم يكن دائمًا طفلًا سعيدًا". وقد عانى جرين من القلق الشديد واضطراب الوسواس القهري طوال حياته. لقد تحدث أيضًا عن تعرضه للتخويف أثناء المدرسة الثانوية وكيف جعل الحياة في سن المراهقة بائسة بالنسبة له. التحق جرين بكلية كينيون في جامبير، أوهايو في عام 1995، وتخرج بتخصص مزدوج في اللغة الإنجليزية والدراسات الدينية في عام 2000. أثناء التحاقه بالمدرسة، أصبح صديقًا وكان عضوًا في فرقة كوميدية مع رانسوم ريجز. بعد التخرج، أمضى جرين حوالي نصف عام في العمل كطالب قسيس في مستشفى الأطفال الوطني في كولومبوس، أوهايو، بينما كان مسجلاً في مدرسة اللاهوت بجامعة شيكاغو، على الرغم من أنه لم يلتحق بالمدرسة أبدًا. كان ينوي أن يصبح كاهنًا أسقفيًا تلقت جميع كتب جرين استقبالًا نقديًا إيجابيًا وظهرت في قائمة أفضل الكتب مبيعًا في نيويورك تايمز. تمت ترجمة كتب جرين إلى 55 لغة وطبع منها أكثر من 50 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك كتاب The Fault in Our Stars، وهو أحد الكتب الأكثر مبيعًا على الإطلاق. يعود الفضل إلى صوت جرين المميز وصعوده السريع إلى الشهرة في عام 2014 في إحداث تحول كبير في سوق الخيال للشباب البالغين. أثناء مراجعة رواية أندرو سميث للشباب البالغين، استخدم وينجر، إيه جي جاكوبس من صحيفة نيويورك تايمز مصطلح "GreenLit" لوصف كتب الشباب البالغين التي تحتوي على "حوار حاد، وشخصيات ذات سلطة معيبة، وشرب الخمر في بعض الأحيان، وسحق بلا مقابل، وواحد أو أكثر". تقلبات مفجعة. السحرة الشباب، ومصاصو الدماء اللامعون، والواقع المرير، يمكن أن يتردد دعاية مغالى فيها أو تأييد على تويتر من السيد جرين عبر الإنترنت ويعزز المبيعات، وهو ما يطلق عليه مدونو الكتب تأثير "تأثير جون جرين". قالت زارين جافري، المحرر التنفيذي لـ Simon & Schuster Books for Young Readers: "ما يعجبني حقًا فيما يسميه الناس "تأثير جون جرين" هو أن هناك اهتمامًا أكبر بالشخصيات الأصيلة والحقيقية والمترابطة." [291] انتقد بعض القراء والمؤلفين المصطلحات. أعرب جرين نفسه عن عدم موافقته على فكرة أنه مسؤول بمفرده عن إطلاق أو الترويج للمهنة المهنية لأي فرد. لاحظ النقاد أيضًا تطور جرين كمؤلف. مع إصدار السلاحف على طول الطريق في عام 2017، أشار العديد من المراجعين إلى التصور الرافض لأعمال جرين التي تحظى بشعبية كبيرة الآن باعتبارها "كتبًا حزينة للمراهقين"، والتي ظهرت منذ نجاح The Fault in Our Stars. على الرغم من ذلك، فقد أشادوا بفيلم Turtles All the Way Down باعتباره صادقًا وحقيقيًا بما يكفي لتجاوز هذه العيوب المتخيلة. كتب مات هيج من صحيفة الغارديان: "[السلاحف على طول الطريق] غالبًا ما تسكن في الكليشيهات، ولكن فقط كما تفعل أغاني البوب والقصائد الملحمية، حيث تقوم بالتنقيب في العالم لخلق شيء يتحدث عن إيقاعات القلب المألوفة. قد يكون الأمر مجرد كلاسيكي حديث جديد. )، ولكن هذه الغزوة الأولى للقصص الواقعية هي كتابه الأكثر نضجًا وإقناعًا وجمالًا حتى الآن." المصدر موقع ويكيبيديا
زمن ما قبل الذاكرة
BY الروائي سعود السنعوسي
8.8
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
زمن ما قبل الذاكرة ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في رواية "ساق البامبو" لسعود السنعوسي أي تيه هذا الذي أنا فيه؟ إحساس قوي بفقدان الانتماء، إلا أن للاسم إيحاءات متعددة من حيث الوجود كإنسان معروف الأب من خلال ورقة زواج معترف بها، ولكنها مرفوضة اجتماعيا، لأنها جمعت خادمة مع رجل من عائلة مرموقة اجتماعيا، وكثيرا ما تناول الأدب مثل هذه الفروقات الاجتماعية، إلا أن سعود السنعوسي استطاع صياغة الفكرة بحداثة معاصرة روائيا، وبجرأة روائية يحس القارئ فيها بقوة الصرخة الموجعة من الداخل الوجداني، والألم الحسي المتوارث من الأم إلى الابن، وهو الابن الشرعي لأب مدرك صعوبة المجتمع الذي يعيش فيه مع أم لها هيبة ووقار الجدات، وفي هذا رمزية للأسس الفكرية المختلفة بين المجتمعات مقارنة بين الجدة تشولنغ وعاطفتها القوية المخفية نحو ابنها، والجدة غنيمة وقوة شخصيتها، لأنها لم تستطع منع نفسها من البكاء عند سماع صوت حفيدها عيسى الشبيه بصوت ابنها راشد الذي مات في الحرب. يساير سعود السنعوسي الزمن الروائي في روايته "ساق البامبو" التي ترجمها بصدق فني سيميائي إبراهيم سلام الفلبيني، ودققتها لغويا خولة راشد الكويتية، في حركة صدق فني مرهونة بمدى فهم القارئ لها، لأن اليد الواحدة لا تصفق، والثقافات مرهونة بتفاعلات العناصر المشتركة في منحها حيوية معرفية، لنشعر بأن كل شيء في الرواية حقيقي، ويكبر زمنيا إلا الحلم، فهو انتظر زيارة بلاد العجائب بعد أن اتبع وعود أمه الفلبينية جوزفين التي أقنعته أنه يعيش في الجحيم، وأن الكويت هي الجنة التي يستحقها، كرؤية موضوعية مستوحاة من مشكلات اجتماعية تجعل من كل شيء سببا، حيث استطاع السنعوسي تشييد المعطيات الواقعية داخل منهجية روائية منظمة فكريا وفلسفيا، تكوّنت آفاقها من خلال مفهوم ما يقوله الروائي إسماعيل فهد إسماعيل: "علاقتك بالأشياء مرهونة بمدى فهمك لها" من هنا بدأ السنعوسي تكوين الشخصية الروائية المترابطة بقوة، حيث العلاقة المتينة التي بدأت بما يشبه "ساق البامبو في أرض ميندوزا، وساق البامبو في المزهرية، وإن بدا البامبو في غير محله في تلك المزهريات الفاخرة، مثلي تماما في بيت الطاروف". فالتشبيه المكاني والزماني تنشأ عنه صورة تخيّلية تفضي بالقارئ إلى الإحساس بقوة الانفعالات التي تمر بالروائي عيسى الفلبيني من الأم، والكويتي من الأب الذي "ليس بيده القرار، لأن مجتمعنا كاملا يقف وراءه" مؤثرات اجتماعية طرحها من خلال نقاط أساسية سردية روائية، تكنيكية تحمل من دواخل الشخصيات انطباعات جعلت القارئ يتضور من استفزازاته الصادقة التي تثير قضية الانتماء بكل مراحلها من اللا شيء إلى كلِّ شيء، وهذا ما دفع عيسى بن راشد إلى اتخاذ القرار بالبدء في كتابة روايته، يستطيع من خلالها إطلاق صرخة مؤلمة للجميع، فهو "أراد أن يغيّر الواقع برواية صريحة وقاسية" ولكن باللغة الفلبينية "تصوّر مدى جنون والدك، كان يتحدث إلى الخادمة في الأدب والفن وشؤون بلاده السياسية، في حين لا أحد هناك يتحدث مع الخادمات بغير لغة الأوامر". إلا أن خولة وهي من الجيل الثاني والقريبة من عمر أخيها عيسى تقرأ بنهم الرواية التي كتبها الأب للمرة الألف، إضافة إلى الكتب الأخرى الموجودة في مكتبة راشد التي تتصدرها صورة لتولستوي العظيم. تقنيات أدبية وروائية معاصرة استخدمها فنيا بجدلية مشهدية وسينوغرافيا تحاكي سينمائيا المشاهد المتخيّلة، ليصوّر القيود الاجتماعية التي تخنق الواقع، وتجعله محصورا بين براثن حياة يتم تكوينها عبر العائلات التي تؤثر أحداثها على الأخرى، فالعناصر المحيطة بالانفعالات المغايرة بين الفلبين والكويت تختلف، فابن بيئة ما لا يمكن أن يحيا بغير الأسس التكوينية التي نشأ عليها منذ الصغر، أو تلك العقائد الدينية غير المفهومة عند البيئات المختلفة، إلا أنها متقاربة من حيث المفاهيم الجوهرية لكل منها، وهنا استطاع السنعوسي إبراز قوة الإيمان في تحديد مسارات الدين بعد تخبط عانى منه عيسى بن راشد الذي تلقى صوت الأذان في أذنه عند ولادته، فهو يتساءل دائما عن هويته الإنسانية والدينية والوطنية باستمرار: "وماذا عن إيماني بوجود إله واحد لا يشاركه أحد.. صمد لم يلد ولم يولد؟ أمسلم أنا من دون اختيار؟" ترك السنعوسي أبواب الحكمة تتراوح بين خوسيه ريزال البطل القومي للفلبين، والروائي الذي أعدم بسبب رواية واقعية كتبها أدت إلى تحرير الفلبين من المحتل الإسباني، ويبن إسماعيل فهد إسماعيل الروائي الكويتي الذي كتب "إحداثيات زمن العزلة" وهو في الفلبين تاركا لنفسه مساحة خاصة من أقوال تجعلك تفكر بحكمتها، كأنك سلحفاة خولة أو سلحفاة ميندوزا حيث يقول: "نحن لا نكافئ الآخرين بغفراننا ذنوبهم، نحن نكافئ أنفسنا ونتطهر من الداخل" فالمستويات العاطفية والعقلانية في الرواية تراوحت بين الموضوعية والذاتية والتفكر في سلطة الكلمة التي وجهها السنعوسي للمجتمعات المختلفة باختلاف جنسياتها وأديانها، لتجعل من الإنسان البوصلة الحقيقية للوجود الإنساني، وهذا ما ترك انطباعا مؤثرا جعلني أتذكر لوحة الصرخة للفنان النرويجي إدوارد مونش، فالصورة التخيلية قوية من حيث مؤثراتها التعبيرية "أن يزأر القط الصغير بصوت لا يتناسب وشكله أمر أشد وقعا من زئير الأسد". مقاصد أدبية اجتماعية توجّه بها روائيا بصرخة فلبيني موجوع، وهو يحاول تحدّي وجوده في بيئة رفضت زواجه من هند المدافعة عن حقوق الإنسان، وهومن شارك الأخ من عائلة الطاروف الحرب، وحاول تنفيذ الوصية التي شك في مصداقيتها عيسى بن راشد، لأن الحرب وإن انتهت من الأمكنة فهي لا تنتهي من النفوس، كما حدث مع جده ميندوزا بعد أن شارك في حرب فيتنام، وأكملها بصراع الديكة، وكما أكمل غسان حربه من إثبات هويته كمواطن كويتي عن طريق إثبات هوية عيسى بن راشد، فالحرب ليست "هي القتال في ساحة المعركة، بل تلك التي تشتعل في نفوس أطرافها، تنتهي الأولى، والثانية تدوم، فهل انتهت حرب الانتماء في رواية ساق البامبو عند قلم وورقة خط عليها هوزيه معالم رواية تناسى فيها الأب" إن النباتات الاستوائية لا تنمو في الصحراء". Doha El Mol
×
الروائي سعود السنعوسي
سعود السنعوسي (1981) كاتب وروائي كويتي، عضو رابطة الأدباء في الكويت. فاز عام 2013 بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها السادسة عن روايته ساق البامبو التي حصدت جائزة الدولة التشجيعية في دولة الكويت عام 2012. وهي رواية تتناول موضوع العمالة الأجنبية في دول الخليج. وقد اختيرت من بين 133 رواية مقدمة لنيل الجائزة. وكتب السنعوسي في عدد من الصحف والمجلات الكويتية والخليجية، وانضم في عام 2018 لأسرة كتاب مجلة زهرة الخليج ينشر فيها مقالًا أسبوعيا. نشر قصة البونساي والرجل العجوز التي حصلت على المركز الأول في مسابقة القصص القصيرة التي تجريها مجلة العربي الكويتية بالتعاون مع إذاعة بي بي سي العربية. أصدر روايته الأولى سجين المرايا عام 2010 وقد فازت بجائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة. كما أصدر رواية فئران أمي حصة التي تتناول موضوع الطائفية في الكويت، وقد مُنعت الرواية لاحقاً من قِبَل الجهاز الرقابي في بلد الكاتب، ثم أجازها القضاء الكويتي بعد ثلاث سنوات من المنع، وبعد لجوء الكاتب للمحكمة ورفع دعوى ضد وزارة الإعلام ووزير الإعلام. أعماله في الرواية سجين المرايا (2010)، رواية. ساق البامبو (2012)، رواية. فئران أمي حصة (2015)، رواية. حمام الدار (2017)، رواية. ناقة صالحة (2019)، رواية قصيرة. أسفار مدينة الطين، ثلاثية روائية: سِفرُ العباءة (2023). سِفرُ التَبَّة (2023). في المسرح المسرحية الغنائية «مذكرات بحار»، 2019. عن الأوبريت الغنائي مذكرات بحار للشاعر محمد الفايز والموسيقار غنام الديكان بمشاركة الفنان شادي الخليج، إخراج Tama Matheson إنتاج مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. مسرحية «نيو جبلة»، 2020. بمشاركة الفنان سعد الفرج والفنان عبدالرحمن العقل مع نخبة من النجوم. إخراج Julian Webber إنتاج مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. في الأغنية "أنا إنسان"، تتر مسلسل ساق البامبو، غناء وألحان عبادي الجوهر 2016. "الحمد لمن سخر خيرا لبلادي"، غناء فرقة مركز الشيخ جابر الأحمد، ألحان عبدالله الفرج (2020). "أنشودة الأوطان" غناء عبد العزيز المسباح وألحان د.أحمد الصالحي 2024. جوائز وترشيحات حائز على جائزة الروائية ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة عن رواية سجين المرايا (2010). حائز المركز الأول في مسابقة قصص على الهواء التي تنظمها مجلة العربي مع إذاعة بي بي سي العربية، عن قصة البونساي والرجل العجوز (2011). حائز على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الآداب عن رواية ساق البامبو عام (2012). حصدت روايته ساق البامبو الجائزة العالمية للرواية العربية بوكر عام (2013). حاز لقب شخصية العام الثقافية - جائزة محمد البنكي، في مملكة البحرين (2016). اختير لتكريم مبدعي مجلس التعاون الخليجي في الرياض ممثلا للكويت مع الملحن إبراهيم الصولة والقاصة باسمة العنزي (2016). تأهلت رواية «فئران أمي حصة» إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (2016-2017). تأهلت رواية «حمام الدار» إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (2018-2019). اختيرت رواية «ساق البامبو» ضمن أفضل 100 رواية عربية بتصنيف مجلة «بانيپال» البريطانية (2018). تأهلت رواية «ناقة صالحة» إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (2019-2020).
صلاة لبداية الصقيع
BY الشاعر والكاتب عباس بيضون
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
صلاة لبداية الصقيع ضحى عبدالرؤوف المل تتكون علاقات ترابطية بين العنوان والمضمون في ديوان شعر صادر عن" دار الساقي" يحمل عنوانا موصولا بمعنى الصلاة المتصلة ببداية ذات صفة باردة يقدمها الشاعر عباس بيضون كألغاز ترميزية ذات موسيقى تستبطن الإحساس. عمق داخلي مؤثر تنطوي عناوينه على الحالات الفلسفية المرافقة لشاعرية المعنى، وقصصية التفاصيل التي تشكل بحد ذاتها مفهوما مغايراً في تشكيل الصورة الازدواجية ذات المعاني التأويلية المتناقضة في حيثياتها، المحبوكة تصوريا باستغراب يثير قوة المعنى عند القارئ " كنملة مقطوعة الأرجل/أو كنحلة لا أجنحة" وبلغة المعنى المخفي المحبوك سرياليا بتشكيل مفردة لماء أسود، مانحا إياه صفة مقروءة تثير خبايا التخيلات، لتتجلى زمنية الساعة والحركة في صندوق صدر لخّص خاصية الخبايا والنبض والحياة . يقترن الإيقاع اللغوي مع الفضاءات التي تتشكل تأويليا بالتفاف ذهني ذي صفة تكشف عن مكونات استنبطها ضمن مستويات تحاكي ذاتها مثل" الصمت يفكر ونظنها أفكارنا " وضمن علاقة جدلية بدأت بالصمت، وبدورانه التكراري في النفس من حيث الفكرة المدفونة في حكمة تنبيت من بذرة جريمة يراها تتشكل في تفاصيل كلماته، كأنه ينسج مشهدا سياسيا أو اجتماعيا من إحساس فكري عاطفي متعدد الصور التخيلية في معانيه المساعدة على إثارة الدهشة، وآلية الدلالات الحيوية المبنية على علاقة الكائن بالموجودات المستحدثة من ذاكرة تتكون فيها عناصر الحضور والغياب، برمزية موجوعة في بعض منها كعصافير نوح التي تستعمر الجو، فهل استبدل الشاعر عباس بيضون بحمامة السلام عصافير استعمارية؟ أم أن الغراب والسنونو والعصافير أداة من يواري سوءة أخيه بصمت، تتضاعف فيه الأشياء، حيث تكثر العصافير بجمع يتعاظم؟ رؤية نفسية أنا وظلال كلمات نثرها ببنائية علّق عليها صوره الحسية ذات الاحتضان الهارب من الوجود إليه، بمعزل عن الاستغراب في رؤيته لنفسه عبر شاشة شبيهة بحافلة زمنية حملته من مكان إلى مكان، بل حولته من صفة إلى صفة، يبحث عنه في أناه التي تتذبذب بين العظمة والتواضع مرغما روحه على الذوبان والتلاشي في استنكار وقبول. وبتحليلات نفسية مشتتة في صورها الخارجة عن طور التكوين الاعتدالي المتسامي في حكمه على كينونته المعلقة كلوحة على جدار لا يرى منها إلا الأماكن واللحى والنصف المتحجر حتى الخصر، ولهذا أهمية في رؤية الأنا المتعالية والمتواضعة في آن، تريد الخروج من كلاسيكية الحياة والسنين والأيام بمكابدة الخروج عن الذات أو بمنحها صفة " رجل ليس له كلامي، ولا وجه مع ذلك أقول: إنه أنا." الثيمة السردية الاستبطانية في بعض النصوص الشعرية المتوازنة في رؤاها الحركية والساكنة تحمل في طياتها سياسات مخفية، وحكايات جوهرية أجبرها على الانصياع مع لغته الفاعلة في خلق إيحاءات واعية لم يتركها الشاعر على سجيتها، بل رصّ حروفها كشطرنج يلاعب خارطته بكلمات يوجهها للقارئ مستفزا شفرات المعاني للخروج من كمون الاستنكار إلى لعبة أخرى سليمة في سهولتها التي تنفي اليوم الثامن من الزمن، مؤسسا تفاصيل الحكاية المروية بحبكة ملغزة بأجزاء لا يمكن اختزالها. إن كل جزء فيها مترابط مع الآخر بمتانة، صاغها بشاعرية فلسفية ذات حكمة لم تتكون من بذرة شر، بل تكونت من تعدد الرؤى المبنية على قوة محاكاة تحوز على سيميائية جمالية وأسلوبية ترابطت مع المضمون القوي في معناه ، وابتكاراته المعرفية المثيرة للتفكر ببداية الصقيع، وبأصوات الصقيع " بينما قلبي يذرف دمعة من جليد" فهل هذه مرحلة عمرية تتجمد فيها الأشياء التي بدأنا ندرك كنهها، كأننا فككنا ألغازها، وما عادت ذات أهمية في الحياة؟ تأويلات الكتاب تقاطعات نثرية يتحدى بها الشاعر من يتفصّد الفهم والمنفي من المكان الذي يتجسد ربما في بعض تأويلات الكتاب الممزوج بهوامش تمتلك في خاصيتها صفة الانعكاس لشكلين مختلفين، يقود أحدهما المفردة إلى أضداد يزرعها في ذهنية القارئ، ليستوحي " الإكسير الخفي من القاع" بذكاء يراهن عليه، ويتركه لمكتشف هو جزء منه كوجود لا بد منه يستتبعه بوجود آخر، لتكتمل الحياة بتناقضاتها التي تخالف الإنسان، وتتوافق معه ضمن الفكرة والقافية، وطابع البريد، ألفبائية الإنسان من البداية إلى النهاية. وتسابق الأجيال في دورانية الحياة، وفي هذا عمق فلسفي مبني على التفكر في الحالات التي عايشها الشاعر ضمن أجواء انتزعها من الذكرى، أو من ذكريات تتصل بالزمن والحياة الخاصة كصلاة لوحيد حي في صباح مليء بالأموات. رفع إلى مهل الشمس فواصل وأحرف جر شرسة، امرأة كاليعسوب، أنبش القمح من جلدي، تنوع لغوي تصويري، وتشبيه ديناميكي في منح المفردة قوة الصقيع وتنوعه ما بين مدمّر إن آتى في فصل الربيع، وهذا استبعده الشاعر عن الديوان. لأنه يرفع الصلاة لبداية صقيع ينتظره، أي أنه في الخريف، وهو يصف في الشمس وجوها من الرماد، وفي التناقض الحركي بين الرمال وسكونها، والصقيع وحركته القابعة في الماء الأسود، أو فيما يسمى عند الفرنسيين بالصقيع الأسود، حيث تتلون الطبيعة، وتتبدل من لون إلى لون بسبب الصقيع المرئي في نساء الزهايمر" البردانات بلا سماء، بلا رعاية، بلا أهمية لأسمائهن التي امتصتها الشمس" عمودية اللغة. لم يخل ديوان عباس بيضون من لغة افتراضية فيسبوكية استغرابية، تهلهل لاستغراب يخلق منه صورة، يحاكيها بسخرية تضمر هذا الألم الذي لم يتم اختراعه " ونصف حياة يجرها الطبيب الفيسبوكي" بأسلوب يجمع بين القديم والجديد تاركا لعامودية اللغة اتصالها الروحي مع صلاة لا تنفي حدوث الواقع في تشكلاته الأفقية ضمن استدارات أشبه بقصص قصيرة، تفيض بالمعرفة الزمنية التي يتجاوزها نحو الصقيع الحركي. الصلاة في عمقها الداخلي حركة روحية تتماثل بين الأضداد، لتشكل البداية انتظارها " كاهنة " ديرها ماكنة خياطة متعلقة باسم الله، تغفل عن التعبد وسط هؤلاء الضخام ، وما بين ضوء ونظارة مكسورة عيون تتأهب للقراءة بدأت بالتقهقر مثل كل الأشياء التي تحيط بالحياة التي تحتاج إلى صلاة، ليبدأ الصقيع بتغييرها. وينفي الربيع الذي لا وجود له في ديوان الشاعر، فهل عش في السقف هو " لعصافير تدوي بين الأشجار، حيث لا يزال نفر قليل لم ينصرفوا من التظاهرة" ؟ أم بداية لصقيع ينهي مرحلة طال انتظارها، تشابهت فيها أضداد، وتآلف العناوين في فلسفة شعرية قلبت موازين المفردة، ومنحتها الجمال الفكري . Doha El Mol
×
الشاعر والكاتب عباس بيضون
عباس بيضون شاعر وروائي وصحافي لبناني، ولد في مدينة صور عام 1945م و ينتمي من جهة الأم إلى العائلة العراقية. درس في الجامعة اللبنانية، وأمضى حياته متنقلاً ما بين بيروت، باريس، وبرلين، وهو المسؤول عن الصفحة الثقافية لصحيفة السفير اللبنانية، صدرت له مجموعة من الروايات منها مرايا فرانكنشتاين (2010)، وخريف البراءة (2016) التي حازت على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الآداب بدورته الحادية عشر، إضافة إلى نحو 9 دواوين شعرية، منها بطاقة لشخصين (2009) والموت يأخذ مقاساتنا (2008) الذي حاز على جائزة المتوسط في فئة الشعر، فيما تُرجمت قصائده إلى اللغة الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية والألمانية. مؤلفاته صور قصيدة، شعر (1985) خلاء هذا القدح، شعر (1990) حجرات، شعر (1992) أشقاء ندمنا، شعر (1993) لمريض هو الأمل، شعر (1997) لُفِظ في البرد، شعر (2000) شجرة تشبه حطاباً، شعر (2005) الأعمال الشعرية، الجزء الأول (2007)ب.ب.ب، شعر (2007) الموت يأخذ مقاساتنا، شعر (2008) بطاقة لشخصين، شعر (2009) صلاة لبداية الصقيع، شعر (2014) ميتافيزيق الثعلب، شعر(2017) الحداد لا يحمل تاجاً، شعر (2019) الحياة تحت الصفر، شعر (2021). كلمة أكبر من بيت، شعر (2022). روايات تحليل دم، رواية (2002) مرايا فرانكشتاين، رواية (2010) ألبوم الخسارة، رواية (2011) ساعة التخلي، رواية (2013) الشافيات، رواية (2013) خريف البراءة، رواية (2016) شهران لرُلى، رواية (2017) بين بابين، رواية (2020) علب الرغبة، رواية (2020) نثر وأخرى ربما قليلاً على الأرجح، نثر (2004) حسين مروة ولدت شيخاً وأموت طفلاً، سيرة ذاتية (2011)
هل الراوي أداة وظيفية دالة؟
BY الكاتبة والناقدة يمنى العيد
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هل الراوي أداة وظيفية دالة؟ ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في كتاب" الراوي.. الموقع والشكل" للدكتورة يمنى العيد تبحث الدكتورة يمنى العيد في كتابها "الراوي الموقع والشكل"عن الراوي الفني من خلال السرد الفني العربي المعاصر، بغض النظر عن هوية النص الذي اعتمدته وفق أنماط الصياغة المتماسكة المتعلقة بالزمان والمكان، إذ يثير الراوي المخفي خلف شخوصه تحليلات الدكتورة يمنى العيد مشيرة إلى أهمية رواية نجيب محفوظ "ميرامار" التي قدمت للسرد الفني العربي نمطا من البنية متميزا في الشغل، مركزة بذلك على بلورة مسألة الموقع للراوي، وذلك بإظهار العلاقة العضوية بين موقع الراوي ونمط البنية، وبانفتاح موقع الراوي على أصوات الشخصيات، رافضة أن تكون مجرد متلق تنطبع على سطح ذاكرتها حمولات النص الذي يستقطب اهتمامات القارئ . تمس الدكتورة يمنى العيد مستويات المتخيل، أو المعادلة الجمالية من خلال العلاقة التي يقيمها القارئ، وبمتغيرات دلالية وفق علاقة النص بموقع القراءة، والمتعلقة بالنص والسرد والأطراف المتنوعة بمواقعها المختلفة، من حيث التأويل، والثابت والمتحول، أو تحويله إلى قيمة وبتحرر ذي تقلبات نفسية تنتاب الكاتب والقارئ ضمن استراتيجية تفضي إلى مستويات ثقافية تساهم في التماهي مع النص، وباستنطاق له أدواته وأنماطه وعناصر بنيته المتحكمة في الكشف على رؤية النص ودواخله، وتبعا لمناهج القراءة وبروح نقدية، مما يجعله خاضعا للتداول المعرفي ضمن منهجية القراءة أو" نقدها وإبداعها في زمنها الاجتماعي" مؤكدة على النصوص المحيطة بنا، وكأنها الأزياء الباهرة التي تحاصرنا، فهل نحن مجرد متلق؟ أم أن امتلاك سبل المعرفة يؤمن للنقاد الراحة في قراءة تتحول إلى نقد وبالعكس؟ من المألوف أن تكون القراءة هي نقد متعلق بالقارئ، وفي الوقت نفسه نشاط تعبيري حواري بين المتلقي والمؤلف، وبنمو وتحول لفعل إعادة الإنتاج كما تقول الدكتورة يمنى العيد في كتابها هذا، إذ تطرح فكرة ثنائية التعبير"كل متكلم مستمع، وكل مستمع متكلم" فالكلام مخاطبة وتوجه وتعبير لغوي بطابع "الصراع الذي يحكم علاقات الناس المادية ، وممارستهم الاجتماعية" فهل تحاول الدكتورة يمنى العيد تحرير الواقع الروائي من حيث الموقع والشكل؟ أم أن الجدليات الأيديولوجية تنفي أن كل تعبير هو من موقع، وكل موقع هو موقع أيديولوجي.؟ يحتاج قارئ كتاب الدكتورة يمنى العيد إلى إعادة قراءته أكثر من مرة، لأنها تجيد لغة التخاطب والتحاور مع القارئ بوعي نقدي تختلف فيه المواقع بأشكالها المتعلقة بصراعات ذات أوجه دينامية حركية، وبأسلوب أكاديمي تشريحي، وباختلاف نسبي بين موقع وموقع، أو بين سيد منبر ومتلق أو" سامع ليس له أن يقول لو ينطق ويعبر، بل له أن يصغي ويتعلم" وهذا ما فعلته الدكتورة يمنى العيد مع قارئها الذي منحها بجدارة لقب صاحبة الخطاب "الحق"، فهل تمارس سلطتها النقدية على القارئ؟ أم أن نقدها الأكاديمي يحتاج إلى نوع من السلاسة التي يستجيب لها القارئ العادي، فيحاول فهم ما يقرأ بأسلوبها النقدي ؟ السؤال العبثي أو السؤال المستحيل يضع القارئ مباشرة أمام عصف ذهني يثير في نفسه عدة تساؤلات، مصدرها الاستنتاجات التي تقدمها الدكتورة يمنى العيد تدريجيا، لتبسيط الفهم، ومساعدة القارئ على فهم التشريح الذي تعتمد في معادلتها النقدية، وما بين النزعة الغيبية والنزعة المادية الميكانيكية جدلية تحليلية تحت عنوان الكتابة والتحولات الاجتماعية تاركة للواقع شكله الأدبي ومنزلقاته ، فتقطع الحركة هذه بين طرفها حينا، وتطابق بينهما حينا آخر، لتبقى في كلتا الحالين محتفظة بطبيعته الإنتاجية، فهل تحاول وضع الرواية تحت مجهر النقد الصارم، أو أنها تضعنا مع الراوي في الموقع والشكل؟ تعتبر الدكتورة يمنى العيد الكتابة نشاطا ذهنيا، أداته اللغة من حيث هي ممارسة التعبير بصياغة بنية الشكل، فهل كينونة التعبير تختلف عن كينونة السرد أم أن عملية إنتاج النص تخضع لطبيعة اجتماعية يتمسك بها الكاتب الروائي المتميز في بنائه المادي المتحول؟ وذلك بإبراز مهمة الناقد الشاقة في إظهار قيمة النص معتبرة أن الكتابة تصارع الكتابة، وتمارس في ذاتيتها النقد بطابع صراعي أيضا مع التعبير الحي وهو" الشفوي المسموع والصامت المكبوت" فالنشاط النقدي تحدده الكتابة نفسها " على أن الرؤية من موقع هي شكل من أشكال الوعي" إلا أن للقوانين والقواعد رهبة عند القارئ، إذ تبدو لعبة تفكيك النص حركية في زمنيتها التي تتبلور في مسرحية "أوديب ملكا "اعتمدت على منظور المنهج الشكلي، ومنطق الترابط والتماسك في توالي الأحداث بدءا من الأخيرة، والتحكم بالبنية، فهل سطوة القدر موجودة عند الأديب ؟ استطاعت الدكتورة يمنى العيد التحليق بنا في منهجيات النقد الذاتية، والموضوعية المنضبطة أكاديميا في نظرتها إلى خلفيات الرواية أو الحكاية أو المسرحية ضمن الهوية الأيديولوجية الاجتماعية، وبانحياز خفي ترك أثره في صيغة القول، وكما تقول عنها: " الأسلوبية الدلالية" فالأسلوب النقدي في كتابها هذا "الراوي الموقع والشكل" شديد بأنماطه التحليلية واختباراته للكتاب من نجيب محفوظ إلى عبدالرحمن منيف والطيب الصالح، لتختم رحلتها النقدية بالفني ديمقراطي، لندرك معها وبإقناع لا يحتاج إلى تفسيرات بعد كل التشريح الذي قدمه الكتاب لفهم منهجية النقد التي تتخذ من زوايا النظر نقطة انطلاق لها، مختزلة مساحة الكلام بعد كل ذلك بالعودة به إلى حدود الموقع، وما يتبع ذلك أتركه للقارئ، لأن الكتاب يحتاج إلى قراءات، فقراءة واحدة لا تكفي. Doha EL Mol
×
الكاتبة والناقدة يمنى العيد
يمنى العيد (1935) كاتبة وناقدة أدبيّة لبنانية، وتعدّ أستاذة في النقد العربيّ في أكثر من جامعة عربيّة وغربيّة. اسمها الأصلي بحسب الهوية: حكمت المجذوب الصباغ، وتعرف أيضًا باسم: حكمت الخطيب. لها عشرات المؤلفات في الأدب والنقد، وقد حازت عدة شهادات تقدير وجوائز عربية منها جائزة سلطان العويس، كما اختيرت شخصية العام الثقافية في معرض الشارقة للكتاب عن حياتها ولدت يمنى العيد في صيدا (جنوب لبنان) في العام 1935. حازت شهادة الإجازة والماستر في الجامعة اللبنانية، ثم شهادة الدكتوراه في الأدب من جامعة السوربون فرنسا في العام 1977. ثم تفرغت للتعليم العالي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية إلى حين تقاعدها في العام 1999. كما كانت أستاذة زائرة في جامعة السوربون في باريس، وجامعة صنعاء في اليمن، ومركز البحوث التطبيقية والدراسات النسوية في صنعاء شاركتْ يمنى العيد في ندوات ومؤتمرات عديدة. وانتسبت في بدايات حياتها الثقافية والفكرية إلى الحزب الشيوعي اللبناني. اعتزلت العمل السياسي سنة 1988. وهي أيضًا، عضوة في كل من: اتحاد الكتاب اللبنانيين، اتحاد الكتَّاب العرب، والمجلس الثقافي اللبناني الجنوبي، والمركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا، وجمعية الكاتب والكتاب في بيروت، ومركز مهدي عامل الثقافي، وهي عضوة في هيئة تحرير غير مجلة أدبية عربية. ورئيسة لأكثر من لجنة تحكيم آخرها جائزة البوكر للرواية العربية. وهي عضو الهيئة الإستشارية لمشروع كتاب في جريدة حازت العيد جائزة سلطان العويس للنقد الأدبي عام 1993. وقد سوّغت اللجنة قرار فوزها بالآتي: «أعمال الدكتورة يمنى العيد في مجملها تفصح عن وعي متميز لمناهج النقد الحديثة، وحرص واضح على الملائمة بين النظرية والنص العربي مع اقتصاد في استخدام المصطلح لذلك فإن نقدها يتضمن الكثير من النظر الشخصي والعناية بعناصر النص الأدبي المتكاملة إلى جانب الإشارات غير المسرفة التي تقدم الأسس النظرية للقارئ العربي، وبهذا المنهج الذي يجمع بين النظرية والتطبيق الواعي ويلتفت إلى كثير من نصوص الإبداع في الوطن العربي يتحقق للدكتورة يمنى العيد تميز واضح في المجال النقدي». واختارت «هيئة الشارقة للكتاب» يمنى العيد، شخصية العام الثقافية لفعاليات الدورة 38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أقيم تحت شعار «افتح كتابا.. تفتح أذهانا»، احتفاء باختيار الإمارة، العاصمة العالمية للكتاب. وجاء اختيار العيد صاحبة «النص المفتوح»، تقديرا لجهودها المعرفية خلال أكثر من أربعة عقود من الكتابة والتأليف في النص الأدبي العربي، إذ قدمت عشرات الدراسات والبحوث المتخصصة في النقد الأدبي والنقد المقارن والتوثيق الأدبي والمقاربات التاريخية وغيرها من المؤلفات. وعن اختيار العيد، قال رئيس «هيئة الشارقة للكتاب» أحمد العامري: «الدكتورة يمنى العيد قامة أدبية أغنت طوال أكثر من أربعين عاما المكتبة العربية بمؤلفات أدبية ونقدية، ونجحت خلال مشروعها المعرفي أن تكون أحد المؤثرين الفاعلين في دراسة الأدب العربي، لهذا نجدد التزامنا وواجبنا من خلال استضافتها شخصية العام الثقافية على المعرض، تجاه المثقفين العرب ورموزه، ونوجه لهم تحية تقدير على كل ما بذلوه ويبذلوه للحضارة العربية». مؤلفاتها نشرت العيد في أغلب المجلات العربية، منها: مواقف، الكرمل، كلمات، أدب ونقد، شؤون أدبية، قضايا وشهادات، الآداب، الطريق، وقد بدأت في نشر المقالات الأدبية في ستينيات القرن العشرين، ومن مؤلفاتها: أمين الريحاني: رحَّالة العرب - 1970 قاسم أمين: إصلاح قوامه المرأة - 1970 ممارسات في النقد الأدبي - 1973 الدلالة الاجتماعية لحركة الأدب الرومنطيقي في لبنان - 1979 و1989 قضايا في الثقافة والديموقراطية - 1980 في معرفة النَّص - 1983 الراوي: الموقع والشكل - 1986 في القول الشعري - 1987 و2008 تقنيَّات السَّرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي - 1990 الكتابة تحوُّل في التحوُّل: مقاربة للكتابة الأدبية في زمن الحرب اللبنانية - 1993 فنّ الرواية العربية: بين خصوصية الحكاية وتميُّز الخطاب - 1993 في النفاق الإسرائيلي: قراءة في المشهد والخطاب - 2003 في مفاهيم النقد وحركة الثقافة العربية - 2005 أرق الروح - 2013 زمن المتاهة - 2015 في تاريخ النقد وسؤال الثقافة العربية - 2017 رهانات الخطاب النقدي العربي (حوار مع دة. يمنى العيد) - 2017 ترجمـة الماركسية وفلسفة اللغة لميخائيل باختين، بمشاركة محمَّد البكري، دار توبقال، المغرب، 1983. تُرجم لها إلى الفرنسية Yumná al-ʻĪd, Hors les voiles, trad. par Leila Khatib Touma (Paris: L’Harmattan, 2016).
«
2
3
4
5
6
»