Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
فيض مسرحي زاخم بالمعاني الإنسانية
BY المخرجة لينا أبيض
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
فيض مسرحي زاخم بالمعاني الإنسانية المرتبطة بزمن الكفاح الفلسطيني، مسرحية "ألاقي زيك فين يا علي" للمخرجة لينا أبيض. ضحى عبدالرؤوف المل توجت الممثلة رائدة طه عملها المسرحي "ألاقي زيك فين يا علي" بإحساسها المفعم بحدث استشهاد والدها إثر عملية الطائرة البلجيكية سابينا عام 1972. وبعد أكثر من أربعين عامًا، استطاعت عمتها سهيلة بمثابرتها وقدرتها على متابعة قضية الحصول على جثة أخيها لتدفن في مدينة القدس، حيث اقتحمت الفندق الذي كان يقيم فيه وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر في القدس، وطلبت منه استرجاع جثة شقيقها ونجحت في ذلك ودفنته وفق ما يقوله الإسلام. بنت الشهيد وأحاسيسها على خشبة مسرح مفتوحة للحكاية بكل تفاصيلها المؤلمة وأحداثها المعروفة وغير المعروفة، وما يتبقى بين الخبايا يُروى تمثيليًا بجرأة ترتكز على الانفعالات الحسية، مستبدلة العاطفة الأبوية بأب حنون آخر هو القائد الراحل ياسر عرفات، لتروي له أيضًا ما تعرضت له من محاولات جرحت مشاعرها كابنة شهيد. فهل مسرحية الممثل الواحد عند المخرجة لينا أبيض تركت للمسرح طبيعة حكاية حرة تعيد للذاكرة أحداث فقدان الشهيد علي طه؟ إن ما يجهله المشاهد أو الإنسان العادي من رؤية ما يتبع من حدث الاستشهاد والفقدان وما يليه من تخيلات نبعت من الإحساس بالمشاركة في القتال، لتثأر رائدة طه لوالدها برقصة حالمة تعوضها عن الواقع الذي منعها من الثأر، لتحمل سلاح الكلاشنكوف وتقاتل بفن مؤثر، وبوجدانية ومعاناة أهل كل شهيد بعد استشهاده ومرارة الفقدان لشخص هو الحكاية بأكملها. تجسيد صوتي حركي من خلال عبارات دلالية في الخطاب المسرحي الموجه بانشطاراته المتعددة إلى فضاء العرض بتنوعه الإخراجي، ومعالجاته الفنية المنسجمة مع فلسفة الشاشة المرئية التي استخدمتها لينا أبيض، وبما يتوافق مع تزامنية النص اللفظي والحركي، وبتفاعل وهارمونية واتساق في بنية العرض وجوهره، بكفاءة مستترة مسرحيًا، لكنها ملموسة في الشفرات التفكيكية التي تركتها المخرجة لينا أبيض للناقد وباستهلال القديم الجديد من خلال أغنية "ألاقي زيك فين يا علي" لتوطيد العلاقة مع الجمهور كي تبدأ عبر الأداء برؤاها الإخراجية المتوازنة مع النص دون أن تتدخل في تغيير الأسس، متجاوزة بذلك المسرح التقليدي، متحدية التسلسل المنطقي للحكاية، تاركة لرائدة طه اللوحة المسرحية لتملأ الصورة البصرية بأطر النص الدرامي الأخرى. أي تلك التي تحسم إشكالية الإخراج والنص، لتقود دفة العرض وفق حداثة حكواتية تتماشى مع الخطاب المسرحي الذي يضفي على الزمن قيمة حقيقية معالجة بذلك موضوعًا إنسانيًا مرتبطًا بشعب فلسطين أولاً، وبالقدس ثانيًا، وبإشكالية دفن يستحقه الشهيد في موطنه. عمة ما زالت على قيد الحياة تعيش في القدس المحتلة، وتحمل في نفسها حزن فقدان الأخ الحنون، وهي الجريئة القادرة على متابعة قضية طلبت منها الوصول إلى السفارة الأميركية لمتابعة قضية استرداد الجثة لتدفن وفق الأصول. حيث توحدت الفنانة رائدة طه مع الجمهور في حالة تشكلت مع الانفعالات المتوازنة بين الحكاية النوستالجية والذات، وخشبة المسرح. أخرجت رائدة طه مكنونها التمثيلي بوعي ترك اندفعاتها تزيد من تأثر الجمهور مع القدرة الإخراجية في الرؤية الكاملة للحكاية وتفاصيلها للحفاظ على الحركة المتجددة، لتبتعد لينا أبيض مع رائدة طه عن الروتين بمهارة مسرحية تفاجئ الجمهور. لأن الحكاية برمتها مروية تعبيريا على لسان الابنة، وصدق مشاعرها تغلغلت في نفس المشاهد عبر التضاد الحركي والانفعالي، والتعبير الجسدي المتمكن من إيصال المعنى حتى بين نفس ونفس. فالتضاد في المصطلحات التمثيلية والتعبيرية مشدود في الأداء الشفهي والتعبيري الحركي ضمن المضحك المبكي، الموجع والمفرح، المقلق والآمن. لننتقل من مرحلة إلى مرحلة دون الانتباه أننا أمام ممثلة واحدة تروي الحدث شفهيًا بكل مرارة ابنة الشهيد. فيض مسرحي زاخم بالمعاني الإنسانية المرتبطة بزمن الكفاح الفلسطيني، والفترة التي توالت مع استشهاد علي طه، فالإخراج المسرحي تنوع في تفاصيله ضمن الأطر المرسومة لخلق حيثيات ترافق التمثيل دون تقييده برؤية المخرج، ليتحرر النص بالكامل من سلطة المسرح ولتتمسك لينا أبيض بالأسس البصرية والمرئية ضمن السينوغرافيا والضوء والشاشة، وبحميمية الزمن الخارج من أرشيف إلى مسرح مع امرأتين تجسد كل منهما حالة فنية. جمعت بينهما قصة استشهاد علي طه بكامل تفاصيلها غير المعروفة للجمهور. لأن ما يبقى في نفس عائلة الشهيد لا يمكن الاطلاع عليه أو معرفته بدقائق تفاصيله، بل بدقة من عايشها وأخرجها من بواطنها الوجدانية، وهذا الفضول المعرفي حشد الجمهور على المسرح ضمن حكاية مسرحية نجحت في إيصال المعنى بالكامل من الخاص إلى العام. استطاعت المخرجة لينا أبيض توظيف الصور المؤرشفة عبر الأبعاد المرئية المؤثرة على المشاعر بقوة حوارية تخاطب بها المادة الحكائية المسرودة بدينامية شفهية، وفضاءات إخراجية ماهرة في بث الحركة عدة نقاط تركتها في متخيل الجمهور على مقعد الراوي، ولكنه المسرح الحقيقي لكل الانفعالات الأخرى من مشاهد ورؤى ثانوية غلفتها بمشهد استرجاعي للجثة، وبأسلوب مسرحي اعتمد على الأبعاد البصرية والسمعية معًا، متآلفة بذلك مع نص درامي حلق على لسان رائدة طه وتعابيرها المتحررة من زمن الكبت الطفولي الغامض في زمنيته، والخارج من ذاكرة امرأة خمسينية تحمل تفاصيل الغياب مع سنين عمرها وأفراد أسرتها. فالاستشهاد المحمل بالأسى منحها القوة في استخراج مكنونها، وكأنها تصرخ للعالم أنا ابنة الشهيد، أنا ابنة الحي الذي لن أنساه حتى الموت، أنا دمعته العالقة لتحرير فلسطين، أنا فرحته الباقية في هذا العالم المحزون على القدس، وبعمق درامي ذي متانة مونودرامية ممزوجة بكوميديا تراجيدية عن طفولة تنتظر الغائب، عن مراهقة بحثت عن الأب، عن امرأة خمسينية فتحت قلبها لتروي الحكاية. بمزاجية تحكمت بها إبداعيًا على المسرح، كأنها تعيش تفاصيل الاستشهاد مرة أخرى على المسرح، وبوجع فلسطيني عفوي بمصداقيته المسرحية. ما بين الماضي والحاضر ذروة تكنيك مسرحي لعبت دوره المخرجة لينا أبيض عبر مؤثرات الضوء والصوت والصورة، والمراحل التي استوقفتها لعرض حياة الشهيد علي طه، تاركة لابنته الحرية المسرحية في النص والتمثيل، وبحرية تأسر قلب المشاهد الذي امتلأ بالحنين وبدمعة ترقرت في العيون بعد مشاهد ختمتها بقولها "رجعت عالقدس لأنو علي مش راح يموت إلا لما أنا موت". وفي هذا تجسيد للشهيد الحي بيننا دائمًا في الذاكرة والتاريخ، وببصمة الحاضر المخنوقة بكلمة سهيلة وهي تغني "ألاقي زيّك فين يا علي". Doha El Mol
×
المخرجة لينا أبيض
لينا أبيض مخرجة مسرح، أستاذة جامعية
السلام بعد العاصفة التاريخية لوليام شكسبير
BY William Shakespeare
9.4
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
السلام بعد العاصفة التاريخية لوليام شكسبير في باليه (The Tempest) ضحى عبدالرؤوف المل تنبع الحكمة الفنية من مسرحية "العاصفة" (The Tempest) التي كتبها وليام شكسبير في خمسة فصول، وتدفع بالفكرة نحو الجوهر العاصف بالمنطق الفني المرتبط بأدب شكسبير وقوة معناه العميق بالمغزى الأخلاقي، وإن عبر التخيلات التي تفضي إلى نقد الواقع. إلا أن الواقع المخفي يبرز من العاصفة عبر شخصية بروسبيرو وميرندا، لندرك مدى الإبداع الفكري عند شكسبير ومدى الاتساع المفهومي في العرض المسرحي الذي يقدمه المخرج أو المصمم دون تعديات على النص الأساسي، وإنما بلغة الإيحاء والتعبير الحي ضمن فوارق فنية تمسك ببعضها البعض، لتكوين مساحات إبداعية للخيال المحاكي للقصة على مسرح الباليه المعاصر، وبتحديث تلعب السينوغرافيا دورها فيه، لحصر الأفكار في حركة الجسد الذي يستخرج بمرونة القصة الخالدة على مر السنين دون النظر إلى الوراء، بل برؤية عصرية تعتمد على أساس مبدأ جمالية اللقطة البصرية على مسرح ابتعد عن النهج التقليدي، وارتبط بالرؤية الديناميكية المباشرة التي تتخطى الأسس القديمة للمسرح الراقص، عبر الديكور والإضاءة ولغة الجسد والبصر. لتستمد الموسيقى تاريخها مع القصة في مسرحية تتمتع بالقوة التي زود بها المؤلف ومصمم الرقصات، وبمعالجات مسرحية استطاع المخرج تسخيرها، لتستولي على حواس المشاهد بشكل هادف. لمحو الضعف من الإنسان وانتصار قوى الخير بصقل الإرادة ومنح الحياة قوة بلوغ الهدف لبناء الإنسان دون صراعات فيما بعد. فهل تنتهي عواصف شكسبير وما زالت أعماله تعصف في الإنسان المؤمن بالأدب الشكسبيري؟ تدفق موسيقي يمتزج مع أصالة الرقص، لتحفيز الخيال على فهم السرد الفنتازي والمستوى المتمثل بالنضوج التعبيري الخارج من عصر النهضة، والمستقر في العصر الحديث حيث تتركز الأضواء على الفعل الحركي لكل شخصية تمثل قوة الإرادة الإنسانية التي يهدف إليها شكسبير أخلاقيًّا، لتنتصر القوى المسرحية ضمن الحركة الراقصة والموسيقى والتكامل المنسجم مع القوة والضعف والتأرجح بين الإرادة والقدر. لنشعر أن البناء المسرحي الراقص منسجم مع الرؤية الأدبية والموسيقية ضمن الخطوات المدروسة إيقاعيًّا، وعبر السينوغرافيا الحافلة بالحداثة التكنولوجية التي رفعت من جمالياتها المستمرة عبر كل العصور، فالمسرحية استطاعت خلق فنتازيا مثيرة للذهن وتحقيق الكثير من الشغف لرؤيتها أكثر من مرة على المسارح العالمية كمسرح برمنغهام الملكي. خيال أوبيرالي مبني على الأحداث الإنسانية في مسرحية "العاصفة". إذ اعتمد هنري بروسيل، المؤلف لموسيقى "العاصفة"، على السحر الغارق بمتاهات تتداخل مع بعضها بتناسق يمده بالمفهوم القدري حيث الإيقاعات القوية التي تصاحبها الآلات المؤثرة على شحذ الأفكار، لتتصارع الرؤى وتتخذ الإيحاءات شتى المعاني، فتتكون خلاصة الحكمة من المأساة المبنية على الأوهام. لتصحيح مسار الحياة ونفي هشاشة الاعتقاد التي تتمثل بكتب السحر وعنصر الدهشة الخاطفة، لتحقيق التقارب بين الأفكار المطروحة في هذه المسرحية الخالدة التي تمنح الحس المزيد من الإبداعات المجتمعة في المكونات الدؤوبة على بث ماورائيات تعيد تصحيح مسارات الحياة التي تنتج عن الفعل ورد الفعل. وهذا ما استطاع تجسيده موسيقيًّا هنري بروسيل ومصمم رقصات الباليه، التي زادت قيمة الإيماء الجسدي المتأثر بالمفردة الموسيقية إلى أبعد الحدود، إضافة إلى التعبير الجسدي المقترن بصريًّا بما يحيطه من ترجمات حسية فعالة تخدم العناصر المسرحية كاملة، وأن بطوباوية عبر فضاءات سرمدية تعتمد على الجسد في بناء المعنى، لتصبح الحركة على المسرح كنص بصري متمكن من إثارة عاصفة فنية راقصة يسرح معها الخيال، وتبحر النفس مع شكسبير وما استوحاه هنري بروسيل من موسيقى العاصفة الأوبرالية. استحالة الاستسلام لقوى الشر ومقاومة الأفكار التي تبرز موسيقاها كعاصفة من آلات قوية بإيقاعاتها تضيف إلى الأجساد التي تعكس الصراعات بخفة وليونة على التعابير الكامنة في خطوات الباليه المشحونة بالانفعالات، وقوة لغة الباليه المتآلفة مع شكسبيرية النص المؤسس لهذه الباليه التي تنطلق من عهود زمنية على المسارح العالمية، وما زال يتعاقب عليها الكثير من الراقصين والموسيقيين، وحتى المخرجين والممثلين، وفي كل مرة نكتشف فيها ميزة الأدب العالمي الذي يطغى على الباليه، وعلى الفن بمجمله ككيان انبثقت من كتّاب اتصفت كتاباتهم بالحكمة والمغزى والماورائيات، والحبكة الشديدة التي تأثر بها بعض الموسيقيين مثل هنري بروسيل وغيره من الذين اتحفونا بالموسيقى الأوبرالية القادرة على المحاكاة، والتوأمة الشديدة في إبراز المعاني السمعية التي تقل عن لغة الجسد في باليه تم تحديثها. ليتم تقديمها عبر سينوغرافيا ورؤية عصرية هذا العام على مسرح برمنغهام وعلى مسارح باريس. خطوات راقصة انبثقت من النص لتتكون الرؤية الحسية من جمالية المعنى والمبنى المسرحي، الراقص والأوبرالي بموسيقاه التي تختزن انفعالات تساعد في كشف الإيحاءات المؤثرة على السمات التي تتحدى العواصف والريح، وسحر بروسبيرو وميرندا، وقصة الحب التي تتناقض مع الشتات، والجزيرة غير المأهولة سواء كانت بالموسيقى أو بالحركة التمثيلية الراقصة، والقادرة على خلق شحنات بصرية جمالية تكمن أهميتها في الانعكاس الداخلي للقصة التي تتيح للذهن التفكر بالمحاور كاملة حيث تتماهى العلاقات الاجتماعية مع السياق المسرحي الدرامي من منظور الباليه، بمنهجه التحديثي ليضيف على الفكر الإنساني فلسفات فنية تجمع تطورات المسرح والموسيقى مع الأسس الراسخة في محاكاة الواقع المهيمن على الحياة، والذي يفرض على الرؤية عدة تحولات وتغيرات، وحتى لغة ملغزة تنطلق من عدة خيارات ككيان يتصل اجتماعيًّا وتاريخيًّا بمرحلة زمنية تتشابه فيها الأحداث، كأن مسرحية "العاصفة" ما هي إلا قطعة من حياة تركها شكسبير تنمو فنيًّا عبر العديد من المجالات، وبمفاهيم ارتبطت بالخطوات وتحولاتها الإيقاعية التي تمزج بين الإيحاء والحركة والفعل الانعكاسي المتمرد على الواقع والقادرة على بناء وحدة فنية تتقاطع من خلالها الخيوط المؤسسة لهذا العمل المسرحي العظيم. وبرؤية أخرى مسرحية "العاصفة" لوليام شكسبير تعكس تجربة جمالية متكاملة تمتزج فيها عناصر النص المسرحي الكلاسيكي مع التجديدات الفنية في الباليه المعاصر. من خلال النظرة الأولى، يبدو أن العرض يحقق توازنًا رائعًا بين الإحساس التقليدي والابتكار الحديث، مما يجعله تجربة بصرية تترك انطباعًا قويًا. موضوع المسرحية يرتكز على رحلة تطهير ونضج إنساني، يتجلى من خلال رحلة بروسبيرو وميرندا على جزيرتهم السحرية. في الباليه، يتم تجسيد هذا الموضوع من خلال الحركة والإيقاع البصري الذي يعكس التغيرات العاطفية والتطور الشخصي. تظهر السينوغرافيا وتنسيق الألوان والديكور بوضوح في رسم المشاهد وتكوينات حركية تعزز من التجربة المسرحية، مما يتيح للجمهور التفاعل مع الموضوع بشكل أعمق. من الناحية النفسية، تثير المسرحية مشاعر متعددة تبدأ من الصراع الداخلي لبروسبيرو إلى النضوج العاطفي لميرندا. تعبيرات الجسد في الباليه تُعزز هذه المشاعر، حيث أن الإيقاع الحركي يعكس الحالة النفسية للشخصيات. حركات رقصة بروسبيرو، على سبيل المثال، تعكس صراعه الداخلي وتطوره نحو الصفاء والتسامح، بينما حركة ميرندا تعكس نضوجها واكتشافاتها. الفن البصري في العرض يتجلى من خلال التكوينات الحركية والألوان والإضاءة. التصاميم السينوغرافية تستخدم الألوان والتدرجات لخلق أجواء مختلفة، من السحرية إلى الواقعية، مما يعزز من الرواية البصرية. الحركة تعبر عن التدفق الديناميكي للمشاعر والأحداث، مما يجعل التفاعل بين الضوء، واللون، والحركة عنصرًا أساسيًا في تحقيق تجربة بصرية متكاملة. من الناحية الجمالية، يُعتبر الباليه انعكاسًا رائعًا لجمالية النص المسرحي. التوازن بين الكلاسيكي والحديث في تصميم الرقصات والموسيقى يعزز من جماليات العمل. يُبرز العرض جماليات الحركة والجسد، حيث أن كل حركة وتعبير تُعزز من التجربة الجمالية وتدعو المشاهد للتفكر في تفاصيل العمل بعمق. الإيقاع البصري في الباليه هو عامل رئيسي في التعبير عن العواطف والأحداث. يشتمل الإيقاع البصري على تناغم الحركات مع الموسيقى والإضاءة، حيث تخلق حركة الراقصين إيقاعًا متزامنًا مع التغيرات الموسيقية، مما يُضفي عمقًا على التجربة. التعبيرات الجسدية تُعزز من فهم المشاهد للتوترات والصراعات الداخلية والخارجية، حيث يتناغم الإيقاع الحركي مع الإيقاع الموسيقي لتوفير تجربة بصرية تعكس تنوع المشاعر الإنسانية وتجارب الشخصيات. مسرحية "العاصفة" في عرضها كعرض باليه معاصر تجمع بين العناصر التقليدية والتجديدات الفنية لتقديم تجربة بصرية فريدة. الإيقاع البصري يربط بين الحركات والتعبيرات الجسدية والموسيقية، مما يخلق تجربة متكاملة من حيث الجمال والتعبير. من خلال هذا التحليل، يتضح أن العمل يقدم تجربة غنية تعكس التفاعل بين النص المسرحي والفن الحركي، مما يعزز من فهمنا للأبعاد النفسية والجمالية للشخصيات والأحداث. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
William Shakespeare
العاصفة هي مسرحية كتبها ويليام شكسبير، ربما كتبت في عامي 1610 و1611، ويُعتقد أنها واحدة من آخر المسرحيات التي كتبها بمفرده. بعد المشهد الأول، الذي يحدث على متن سفينة في البحر أثناء عاصفة، تدور بقية القصة في جزيرة نائية، حيث يعيش بروسبيرو، الساحر، مع ابنته ميراندا وخادميه: كاليبان، شخصية وحشية متوحشة، وأرييل، روح خفيفة. تحتوي المسرحية على موسيقى وأغانٍ تستحضر روح السحر على الجزيرة. وتستكشف العديد من الموضوعات، بما في ذلك السحر والخيانة والانتقام والأسرة. في الفصل الرابع، يعمل قناع الزفاف كمسرحية داخل مسرحية، ويساهم في المشهد والاستعارة واللغة الراقية. على الرغم من إدراج مسرحية العاصفة في المجلد الأول باعتبارها أولى مسرحيات شكسبير الكوميدية، إلا أنها تتناول موضوعات مأساوية وكوميدية، وقد خلق النقد الحديث فئة من الرومانسية لهذه المسرحية وغيرها من مسرحيات شكسبير المتأخرة. وقد تم تفسير العاصفة بشكل مختلف، من أولئك[بحاجة لمصدر] الذين يرونها أسطورة عن الفن والإبداع، حيث يمثل بروسبيرو شكسبير، ويشير تخلي بروسبيرو عن السحر إلى وداع شكسبير للمسرح، إلى التفسيرات[1] التي تعتبرها رمزًا لاستعمار الأوروبيين للأراضي الأجنبية. الشخصيات بروسبيرو - دوق ميلانو الشرعي ميراندا - ابنة بروسبيرو أرييل - روح في خدمة بروسبيرو كاليبان - خادم مستعبد لبروسبيرو ألونسو - ملك نابولي سيباستيان - شقيق ألونسو أنطونيو - شقيق بروسبيرو، دوق ميلانو المغتصب فرديناند - ابن ألونسو جونزالو - مستشار عجوز أمين أدريان - سيد يخدم تحت قيادة ألونسو فرانسيسكو - سيد يخدم تحت قيادة ألونسو ترينكولو - مهرج الملك ستيفانو - كبير خدم الملك السكير جونو - إلهة الزواج الرومانية سيريس - إلهة الزراعة الرومانية إيريس - إلهة قوس قزح اليونانية ورسول الآلهة القبطان - ربان السفينة البحارة ربان السفينة - خادم القبطان الحبكة حطام السفينة في الفصل الأول، المشهد الأول، في نقش عام 1797 لبنجامين سميث بعد لوحة لجورج رومني الفصل الأول قبل اثني عشر عامًا من أحداث المسرحية، اغتصب شقيقه الخائن أنطونيو، دوق ميلانو سابقًا والساحر الموهوب، عرشه بمساعدة ألونسو، ملك نابولي. هرب بروسبيرو بالقارب مع ابنته الرضيعة ميراندا، وهرب إلى جزيرة نائية حيث كان يعيش منذ ذلك الحين، مستخدمًا سحره لإجبار الساكن الوحيد في الجزيرة، كاليبان، على حمايته هو وميراندا. كما حرر الروح أرييل وقيدهما بالعبودية. عندما مرت سفينة تحمل شقيقه أنطونيو بالقرب منه، استحضر بروسبيرو عاصفة بمساعدة أرييل ودُمرت السفينة. تحطمت سفينة أنطونيو، إلى جانب ألونسو، وفرديناند (ابن ألونسو ووريث العرش)، وسيباستيان (شقيق ألونسو)، وغونزالو (وزير بروسبيرو الموثوق به)، وأدريان، وأعضاء آخرين في البلاط. الفصلان الثاني والثالث بروسبيرو وميراندا، بقلم ويليام ماو إيجلي، حوالي عام 1850 يضع بروسبيرو خطة معقدة للانتقام من مغتصبيه واستعادة دوقيته. وباستخدام السحر، يقسم الناجين من حطام السفينة إلى مجموعات على الجزيرة: فرديناند، الذي أنقذه بروسبيرو وميراندا وأعطوه مأوى. وينجح بروسبيرو في التلاعب بالشاب ليجعله يقع في حب ميراندا؛ ترينكولو، مهرج الملك، وستيفانو، كبير خدم الملك السكير، اللذان يلتقيان بكاليبان. وبعد إدراك حالته البائسة، يقوم الثلاثة بـ"تمرد" فاشل ضد بروسبيرو. وتوفر أفعالهم "الراحة الكوميدية" للمسرحية. ألونسو، وسيباستيان، وأنطونيو، وغونزالو، واثنان من الأمراء المرافقين (أدريان وفرانسيسكو). يتآمر أنطونيو وسيباستيان لقتل ألونسو وغونزالو حتى يتمكن سيباستيان من أن يصبح ملكًا؛ يُحبط بروسبيرو وأرييل المؤامرة. لاحقًا، تتخذ أرييل شكل وحش وتعذب أنطونيو وألونسو وسيباستيان، مما يتسبب في فرارهم بسبب شعورهم بالذنب بسبب جرائمهم ضد بروسبيرو وبعضهم البعض. يتم وضع قبطان السفينة ومساعده، جنبًا إلى جنب مع البحارة الآخرين الناجين، في نوم سحري حتى الفصل الأخير. الفصل الرابع يعتزم بروسبيرو أن تتزوج ميراندا، التي تبلغ من العمر الآن 15 عامًا، فرديناند، ويأمر أرييل بإحضار بعض الأرواح الأخرى وإنتاج قناع. سيضم القناع الإلهات الكلاسيكيات، جونو وسيريس وإيريس، وسيبارك الخطوبة ويحتفل بها. سيعلم القناع أيضًا الزوجين الشابين عن الزواج، وعن قيمة العفة حتى ذلك الحين. انقطع القناع فجأة عندما أدرك بروسبيرو أنه نسي المؤامرة ضد حياته. بمجرد رحيل فرديناند وميراندا، يأمر بروسبيرو أرييل بالتعامل مع مؤامرة النبلاء. ثم يطارد كاليبان وترينكولو وستيفانو إلى المستنقعات بواسطة العفاريت على شكل كلاب صيد. الفصل الخامس والخاتمة يتعهد بروسبيرو بمجرد تحقيق أهدافه، أنه سيطلق سراح أرييل، ويتخلى عن سحره، قائلاً: سأحطم عصاي، وأدفنها على عمق معين في الأرض، وأغرق كتابي أعمق مما سمعته من قبل.[2] تجلب أرييل المصدر موقع ويكيبيديا
مونودراما فلسطين: رسالة لزمن آت
BY المخرج أحمد العربي خميس
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مونودراما فلسطين: رسالة لزمن آت ضحى عبد الرؤوف المل لم يخرج الممثل والفنان الفلسطيني "فواز بسومي" من المخيمات الفلسطينية في مسرحية "حكي قبور"، بل دخل قبورها أيضًا. فقد استخرج من الشخصيات التي تجسّدها لب الوجع الفلسطيني برمته، ويبكي الجمهور بعد أن أضحكه في عرض الإشكاليات الاجتماعية التي حبكها المخرج والكاتب "أحمد العربي خميس" بأسلوب مونودرامي. كشف عن قدرات الفنان "فواز بسومي" المسرحية؛ فقد استطاع الإمساك بالشخصيات ببراعة مونودرامية كشفت النقاب عن المسرح الفلسطيني، وقدراته التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها بقوة، ليكون نافذة على العالم. ولا سيما بموضوعاته الخاصة بشعب موجوع تعرض إلى الشتات، وإلى انتهاكات في حقوقه على الأرض التي يقترشها أينما حل، وكان فيها ضمن مخيمات خاصة باتت تكتظ بالسكان، لتشكل عنوانًا للبيت الواحد الفلسطيني بكل همومه ومشاكله ومآسيه. يرصد البسومي شخصياته من قبور يحرسها أبو عيسى، الرجل الذي مات ابنه الشاب بعد أن جاهد لتعليمه الهندسة، فيموت في حادث سيارة، وهي من الواقع المعاش الذي يصدم الإنسان، ويتركه في هذيان الوجع كالسكير غير القادر على التوازن. وما بين الوجع والألم والفكرة المسرحية، لعبت المفارقات المسرحية دورها في تشكيل الضحكة الموجوعة، أي المضحك المبكي الهادف إلى خلق صورة مصغرة عن مخيم نهر البارد في شمال طرابلس لبنان. فهل المسرح المونودرامي الفلسطيني هو رسالة لزمن آت؟ تعرية للواقع وخلق من العالم الماورائي. انتقى منه "أحمد العربي خميس" شخصياته بتنوع اجتماعي، يوحي بقوة المعاناة التي يتعرض لها الأحياء من الفلسطينيين، وبمفارقات الكوميديا السوداء. لرجل أصيب بالجنون أو بالأحرى الجنون الواعي، والقادر على انتزاع الحقائق الحياتية لشعب من فلسطين التي ما زالت على قيد الحياة، وهي في قبور الاحتلال تنازع الوجود من خلال أبنائها ومشاكلهم في الشتات الذي بات يشبه مقبرة أبو عيسى التي تحوي أبناء الحي الواحد، أو أبناء المخيم، أو من استشهدوا في سبيل قضية البقاء، وتحرير فلسطين من يد المحتل بشكل اجتماعي بحت نلمس فيه معنى محبة الجيران، وخلافاتهم، والآفات الأسرية في احترام العائلة ومشكلة الزواج، والحب بين شباب المخيمات وهمومهم التربوية والتعليمية والفنية. وحتى الاستشفائية منها والمهنية لتجتمع كلها على مسرح "بيت الفن" في طرابلس، ولكنها في الحقيقة هي المسرح الفلسطيني كقطعة من الحياة التي يعيشها كل فرد من أفراد المخيمات على امتداد الوطن العربي برمته. فهل استطاع المخرج والكاتب "أحمد العربي خميس" الخروج من المخيم ليفتح لنا نافذة على أوجاعه؟ أم أن البسومي منح شخصياته الروح وفق قدراته التمثيلية التي أظهرت قوته التعبيرية في تجسيد الأدوار والحركة على المسرح، وهو ثابت في مقبرة جعلتني في كتاب مسرحي مونودرامي أقرأه، كما قرأت كتاب "الذاكرة الأزلية" لمايكل نيوتن، حيث يؤكد على ماورائيات الموت، ويحاكي أفراد كتابه بلغة علمية بحثية، بينما البسومي منحها روحية الحياة ما بعد الموت، لتشهد على تنوع الشعب المتماسك رغم معاناته ومرارته، والتراجيديا الحياتية بكل تفاصيلها التي أدركها المشاهد من خلال شخوص مسرحية "حكي قبور" التي تميزت بالبساطة من ديكور وإضاءة وأزياء، وما إلى ذلك من مقومات المسرح البصري التي كانت تحتاج إلى تقنيات سينوغرافية تؤدي دورها الاحترافي، كما فعل الفنان والممثل "فواز بسومي" في هذه المسرحية التي مزجت الخبر بالواقع، والتاريخ بالمونودراما، والحدث بالتراجيديا أو بالكوميديا السوداء. لم يعد حارس المقبرة، ولم يبقَ ابنه من الأحياء، وأيحاءات ازدواجية لمشاكل تكاثرت، وباتت كالعبء المميت الذي يحمله كل فلسطيني على كاهله. ليخرج "أبو عيسى" على واقع النفي المجنون القدري، والمحمل بنتائج إنسانية اجتماعية تزداد على أبناء الشعب الفلسطيني بشكل خاص، وأبناء المجتمع العربي بشكل عام. فهل يحاول كاتب المسرحية كشف النقاب عن الظلم الذي يتعرض له هذا الشعب، وهو على أرض ولد عليها، وأنجب عليها ودفن عليها، ويخدمها كما الأبناء البررة وتنتهك حقوقه؟ أم أنه يمسح الحزن عن شخصيات انتقلت إلى العالم الماورائي وما زالت ترنو إلى العودة؟ أظهرت مسرحية "حكي قبور" الظلم الاجتماعي الأشد وطأة من الظلم السياسي، وإن كانا يرتبطان ببعضهما البعض من حيث القدرة على الاهتمام بالشعب، ولكن بعفوية يعيشها أبو عيسى المتوهم أن ابنه الذي تخرج من كلية الهندسة ودهسته سيارة ما زال حيًا، ليسترجع المشهد بوعي المتمني لابنه الشهادة. ليكون شهيدًا كالكثيرين الذين دخلوا المقبرة، وعشنا شخصياتهم مع الممثل "فواز بسومي" وقدراته المونودرامية التي تستحق بالفعل التصفيق بحرارة، كما فعل كل مشاهد استمتع وضحك وبكى في هذه المسرحية التي تميزت بالسهل الممتنع للمونودراما الفلسطينية "حكي قبور"، والتي تبشر بولادة مسرح من مخيم نهر البارد يتصف بالفهم الفني المرتبط بالأدب والمحاكاة من خلال إعادة للحدث الواقعي بلغة مسرحية محملة بالتورية والإيحاء والنقد الاجتماعي الحي، والمتفاعل مع الجمهور وقضاياه الحياتية التي تكشف النقاب عن مجتمع كامل يحيا في مخيم ذي مساحة محدودة يشبه خشبة المسرح التي اكتظت بالقبور. برؤية أخرى وأنا أعيد نشر المقال الذي كتبته عام 2017 وتم نشره في جريدة المدى مسرحية "حكي قبور" هي عمل مسرحي فلسطيني يعالج موضوعات تتعلق بالشتات، الانتفاضات السياسية، والمعاناة الاجتماعية لشعب فلسطين. من خلال تسليط الضوء على حياة الفلسطينيين في مخيم نهر البارد، تقدم المسرحية صورة عميقة للوجع والظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني. يتم ذلك من خلال مونودراما يظهر فيها الفنان "فواز بسومي" قدرته على استحضار شخصيات متعددة تعكس مختلف أوجه المعاناة، مما يعكس الحالة الإنسانية والنفسية للأفراد في ظل الاحتلال والتشتت. تعكس المسرحية الألم العميق والحزن العاطفي الذي يعانيه الفلسطينيون. تجسد الشخصيات في "حكي قبور" مشاعر الإحباط، الخيبة، والحنين إلى الوطن. يُظهِر "فواز بسومي" ببراعة التأثيرات النفسية للشتات وفقدان الأمل، ويعكس من خلال تجسيد شخصياته معاناة النفس البشرية في ظل الظروف القاسية. الشخصية المركزية "أبو عيسى" تجسد أزمة نفسية ناتجة عن فقدان الابن وتداعيات ذلك على الوعي والذاكرة، ما يجعل المشاهد يشعر بعمق الوجع والتناقضات الداخلية التي يعيشها الأفراد. تتميز مسرحية "حكي قبور" بأسلوب المونودراما الذي يتيح للفنان "فواز بسومي" تقديم أداء مكثف وشخصي. تعتمد المسرحية على التقنيات المونودرامية التي تركز على أداء فردي، مما يسمح للعرض بأن يكون أكثر حميمية وتأثيراً. تُظهر التقنيات المسرحية من ديكور وإضاءة وأزياء بساطة تعزز من الصدقية وتجعل التفاعل بين الممثل والجمهور أكثر واقعية. الأسلوب الفني يسلط الضوء على الهموم الشخصية والجماعية، مما يعزز من التجربة الدرامية للمشاهد. جماليات المسرحية تنبع من بساطتها وتعبيرها العميق. المسرحية تستخدم عناصر المسرح بشكل محدود ولكن فعّال، حيث يبرز جمال الأداء التمثيلي والشخصيات بأقل عدد من العناصر المسرحية. استخدام البساطة في الإضاءة والديكور يُظهر جمال العمل المسرحي من خلال التركيز على الأداء البشري والأبعاد النفسية للشخصيات. الجمال في "حكي قبور" يأتي من قدرتها على استحضار مشاعر قوية من خلال الأداء القوي للممثل وتقديم رسالة مؤثرة عبر العناصر المسرحية الأساسية. المسرحية تُظهر تنوعًا كبيرًا في التعبير عن المشاعر والتجارب الإنسانية. التعبير عن الألم والفقدان يتم عبر الأداء المتميز الذي يقدمه "فواز بسومي"، والذي يجسد الشخصيات بكل تفاصيلها العاطفية والنفسية. من خلال التعبيرات الجسدية والنصية، يعكس البسومي الصراع الداخلي والخارجي للشخصيات، مما يسمح للجمهور بتجربة الوجع الفلسطيني بشكل مباشر. الأداء المسرحي يعبر عن مشاعر متناقضة، حيث يجمع بين الكوميديا السوداء والتراجيديا، مما يعزز من عمق الرسالة المسرحية. "حكي قبور" تقدم دراسة حالة مثيرة للاهتمام لأسلوب المونودراما في المسرح الفلسطيني. تركز المسرحية على شخصية رئيسية تتحدث إلى الجمهور، مما يخلق اتصالاً وثيقًا بين الممثل والجمهور. النص المسرحي يدمج بين الدراما الكلاسيكية والمسرح الحديث، ويستفيد من تقنيات المونودراما لإبراز الصراع الداخلي والتجربة الشخصية للشخصيات. البناء الدرامي للمسرحية يعتمد على التركيز المكثف على الشخصيات والتجارب الفردية، مما يعزز من تأثيرها العاطفي ويجعلها تجربة مسرحية فريدة. مسرحية "حكي قبور" هي عمل درامي موسوم بالعمق والصدق، يعكس بوضوح المعاناة الفلسطينية من خلال أداء مونودرامي متميز. من خلال تقديم موضوعات معقدة ومتعددة الأبعاد بأسلوب بسيط وفعّال، تبرز المسرحية الجوانب النفسية، الفنية، والجمالية للحالة الفلسطينية، مما يجعلها تجربة مسرحية مؤثرة تعبر عن الألم والإنسانية بشكل عميق ومؤثر. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
المخرج أحمد العربي خميس
لاحقا
قيمة الفرد والجماعة في الأداء والتقنية
BY calligrapher Ken Ossola
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
قيمة الفرد والجماعة في الأداء والتقنية والحياة الجماعية المتناغمة مع فكرة السلام. ضحى عبدالرؤوف المل مسرحية "ذاكرة الظلام" (Mémoire de l'ombre) كوريوغرافيا "كين أوسولا" استعاد "كين أوسولا" مفهوم السلام الداخلي النابع من التصميم المسرحي أو الكوريغرافيا المنصتة لفراغات الضوء التكوينية للظل، والمهمة في إظهار حركة الظل والضوء معًا، وعشقه لهما في أسلوبه الذي يستخدمه في تكوين أبعاد الرقصات ضمن المساحات الواسعة في مسرحية "ذاكرة الظلام" (Mémoire de l'ombre)، التي تتجاوز في رؤيتها التناقضات الحركية الموحية بالخير والشر، والظل والضوء، وصنوف الانفعالات المؤدية إلى تشكيل المعاني المرئية، وأبعادها الفكرية المرتبطة بمقاربات فنية متمسكة بالكوريغرافيا المدروسة، والقادرة على منح المشهد الحركة الموسيقية وروحية الجسد لإبراز هويته الإنسانية، المؤثرة على ثقافات الجسد والإيماء البناء والواعي، وهو بمثابة الشعلة التي تكتسي أهمية معرفية ينتج عنها يقظة جمالية قوامها الخطوات النابعة من لغة الجسد، وقدرته على ترجمة الحدث بمعالم إنسانية واضحة. تنم عن قيمة النفس البشرية ومزاجيتها في إبراز القدرة الانفعالية من خلال اللاوعي. رغم أننا متشابهون، إلا أن ما يميز الإنسان عن الآخر هو الاحتواء الداخلي كمعنى السعادة والحزن والتداخل بينهما تمامًا كما بين الظل والضوء الذي يترجمه مصمم الرقص "كين أوسولا" في مسرحية "ذاكرة الظلام"، التي ما زالت تعرض وبنجاح كبير على المسارح الكبرى في العالم. تستخرج هذه المسرحية ما في النفس من مشاعر مدفونة في عمق مفاهيم الحياة والموت، وضعف الكيان للظل الحي أو المؤكد على واقع يظهر أهمية التنوع البشري في العتمة والنور أو الوعي واللاوعي. فقط لأننا متشابهون في الحياة، يبقى صراع البقاء يحتاج للبعد الإنساني في بناء المجتمعات غير القابلة للتجزئة. لأننا كأفراد نعتبر أن موروثنا المتكون في خلايا الأجساد التي تتحرك وفق إيقاعات الداخل والخارج مرتبط بالفكر ومعناه الحي في أرواحنا التي تمنح هذا الجسد جمالية الحركة والتعبير، واللغة البصرية باتجاهاتها المختلفة المتصلة بقيمة الفرد والجماعة في الأداء والتقنية والحياة الجماعية المتناغمة مع فكرة السلام. تكوين راقص وواسع الحركة يحيلنا إلى الموسيقى وقيمتها الجوهرية في توليف الأجزاء المسرحية، أو بالأحرى شد المشاهد لبعضها البعض، وكأن "كين أوسولا" يعيد تشكيل الحياة على خشبة المسرح وفق نظرية الحركة في رقصات الباليه ونظمها المكتسبة من التمرينات، والاكتساب الحركي المؤلف لإيقاعات تتناسق مع الموسيقى وخصائصها السمعية المؤثرة على الحس الإنساني، وانطباعه الداخلي كنوع من الانسجام الطبيعي مع الجمال النابع من قوة الإنسان وقدرته في تشكيل الأحاسيس والمشاعر المتمركزة حول الذات والآخر، أو الشعور الوجداني أو العاطفي والعقلاني المنبعث من الإشارات والإيحاءات التي تستحضر جدلية الرقص في إبراز المعتقدات التي تنطوي على الكثير من الحقائق والخرافات، أو حتى على الإيمان بالقدرة على تحقيق الذات والجمالية النابعة من الوجود. موسيقى "غوستاف ماهلر" وظلال النغمة الحسية كقطع سمعية تتسلل إلى الحواس، وتشكل تحديات قوية مع حركة الجسد والتعبير الموسيقي بخفة ورشاقة، والتفافات تجسد كل منها النغمات القوية والخفيفة لنوتات ماهلر واللاوعي المثير للقلق والخوف، والفرح، بتألق يكشف عن وجود رغبات راقصة تناغمت من اللحن وأطواره النغمية لكل عبارة موسيقية سمحت للراقصين التقاط الإيحاءات العابقة بعمق الحركة لإظهار الظل وحيوية الوجود للضوء أي الإنسانية. إذ تبرز المسرحية قدرة الإنسان على التعبير عن عواطفه بالتآزر والتآلف والتعقل، والكف عن هذيان المجتمعات في بث النزاعات. لأننا بطبيعتنا البشرية نميل إلى الخير والشر والجمال والقبح والأبيض والأسود والظل والضوء الذي افتتن به "كين أوسولا" وترجمه في هذه المسرحية. لتنطلق شرارة الفهم الإنسانية من الكوريغرافيا إلى أجساد الراقصين. لأن داخل كل إنسان يقبع التعبير المختزن لخاصية الحياة، وحيثيات اللحظات التي نؤمن بها ونعيش من أجل تحقيقها حتى النهاية للوصول إلى الاعتراف بالآخر، الذي يشكل الجزء الأهم في التشكيل الإنساني. وما الكوريغرافيا التي قدمها "كين أوسولا" إلا هوية للحياة التي نعيشها حاليًا بين الظل والضوء، أو بين الاعتراف بالآخر وحاجتنا إليه، أو بين ظلامية اللاوعي وذاكرة الضوء والوعي الحركي، لاستكمال الحياة بعيدًا عن العنصرية واحتمالية الخطأ والصواب، لإعادة تصويب المعرفة المتكونة من فوتونات إما ضوئية أو سمعية أو حسية أو مادية تتحول إلى عناصر حية تؤدي إلى الإدراك والفهم. برؤية أخرى بعد عام 2017من نشره في جريدة المدى توقفت عندها مجددا مسرحية "ذاكرة الظلام" تثير انطباعًا عميقًا من خلال دمجها المعقد بين الظل والضوء، حيث تتجلى التجربة البصرية كحوار دائم بين النور والعتمة. أسلوب "كين أوسولا" في تصميم الكوريغرافيا يعكس توترًا مثيرًا بين هذين العنصرين، مما يعزز الإحساس بالجدلية والتباين في الأداء. هذا التباين يعزز من تفاعل المشاهدين مع الأداء ويخلق تجربة عاطفية غنية. تتناول المسرحية قضية السلام الداخلي والتناقضات الإنسانية من خلال التلاعب بالأضواء والظلال. استخدام "كين أوسولا" للتكوينات الحركية في فراغات الضوء يُظهر مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه العناصر المسرحية البسيطة في التعبير عن معاني عميقة ومعقدة. المسرحية تتجاوز حدود الترفيه لتطرح تساؤلات فلسفية حول طبيعة الإنسان والعلاقة بين الخير والشر، النور والظلام، الوعي واللاوعي. تقدم "ذاكرة الظلام" تجربة مفعمة بالتأمل والتفكر. استخدام الأضواء والظلال يعكس الصراع الداخلي للأفراد، حيث يتم استكشاف الأعماق النفسية والوجودية لكل شخصية. التناقض بين النور والظل يُظهر كيف أن الحالة النفسية يمكن أن تتأرجح بين الهدوء والقلق، القوة والضعف، مما يتيح للمشاهدين فرصة لمواجهة صراعاتهم الداخلية بشكل غير مباشر. مسرحية "ذاكرة الظلام" تُبرز براعة "كين أوسولا" في استخدام العناصر المسرحية لإنشاء تجارب بصرية مبتكرة. الكوريغرافيا تعكس فهمًا عميقًا للأداء الحركي وكيفية تأثير الحركة على التجربة البصرية والموسيقية. تكوينات الرقصات المعقدة وتفاعلها مع الإضاءة تجسد التباين بين الضوء والظل بشكل متقن، مما يعزز من تأثير الرسالة الفنية التي تحملها المسرحية. يبرز الجمال في "ذاكرة الظلام" من خلال التوازن بين التناغم والتباين. الإضاءة المتقنة والحركات الراقصة تجمع بين الأناقة والدرامية، مما يخلق تجربة بصرية جذابة. الجمال هنا لا يقتصر فقط على المظهر الخارجي ولكن يتناول أيضًا التعبير عن العمق الداخلي والوجودي، مما يجعل العمل الفني ليس فقط ممتعًا للعين ولكن أيضًا محرضًا للتفكير. يُعتبر الأداء في "ذاكرة الظلام" وسيلة قوية للتواصل مع المشاهدين. التعبيرات الجسدية والرقصية تعكس مشاعر عميقة ومعقدة، مما يسمح للمشاهدين بالتواصل مع التجربة الشخصية لكل شخصية على خشبة المسرح. تساهم الحركات الدقيقة والمتناسقة في إيصال الرسائل العاطفية بوضوح وفعالية، مما يعزز من تجربة التفاعل مع المسرحية. تُظهر "ذاكرة الظلام" مستوى عالٍ من التنسيق بين الحركة والإضاءة. الحركات الراقصة تنسجم بشكل مثير مع التغييرات في الإضاءة، مما يعزز من التأثير البصري والرمزي للأداء. التلاعب بالأضواء والظلال يُبرز جوانب مختلفة من الحركة، مما يجعل التجربة أكثر تعقيدًا وغنى من حيث الإحساس البصري والحركي. إن مسرحية "ذاكرة الظلام" تُعد تجربة غنية ومتعددة الأبعاد تعكس براعة "كين أوسولا" في دمج العناصر البصرية والحركية للتعبير عن معاني عميقة ومؤثرة. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
calligrapher Ken Ossola
كين أوسولا هو خطاط أكثر منه مصمم رقصات، حيث يلعب فنه بالظل والضوء. تنحت باليهاته أجساد الراقصين في هشاشة واضحة، وتناغم مشوب، وسلام داخلي. القوة والغريزة والسيطرة «أوسولا هو مزيج من القوة والغريزة والسيطرة مع اندفاع من الروح.» ألكسندر ديميدوف، لو تان. مكسور ومحطم ومتغير «يمزج رقصه بين المكسور والمحطم والمتغير، وهو ما يعكس ميله إلى التناقض، وذوقه في التخلي.» برتراند تابوليت، لو كورييه الجمال والرقي «إن جمال وتطور عمل كين أوسولا، في تناغم تام مع موسيقى فوريه، أمر مهيب.» بنيامين شايكس، لا تريبيون دي جنيف بدأ كين أوسولا الرقص في سن مبكرة تبلغ 16 عامًا وتم قبوله في مدرسة الرقص في جنيف وانضم في النهاية إلى باليه جونيور دي جنيف. في عام 1989، تحت قيادة جيرالد تيبس والتوجيه الفني لجيري كيليان، تمت دعوة كين للانضمام إلى مسرح الرقص الهولندي 2. وعلى مدار العامين التاليين، طور نفسه كفنان من خلال العمل والإبداع مع مصممي الرقص الرائدين مثل هانز فان مانين، وأوهاد نهارين، وويليام فورسيث، ومارتينو مولر، وبول لايتفوت، وناتشو دواتو، ويوهان إنجر، وجيري كيليان. أدى هذا إلى انضمامه إلى NDT 1. وبالتعاون مع جيري كيليان في عدد كبير من الإبداعات بما في ذلك One of a Kind، وBlackbird، وTiger Lily، وWings of Wax، وBella Figura، أصبح أحد أشهر راقصي NDT. عمل كين عن كثب مع جيري كيليان وبدأ في تطوير اهتمامه بالرقص وفي عام 1999 قرر التوقف عن الرقص لمواصلة حياته المهنية كمصمم رقص. قام أوسولا بتصميم الرقصات لأكثر من عشرين عامًا لشركات ومنظمات رقص مشهورة عالميًا مثل Grand Théâtre de Genève وGrand Ballet Canadiens وShanghai Ballet وBoston Ballet وTanz Luzerner Theatre وغيرها. كان شغف كين أوسولا ومفتاحه في تصميم الرقصات هو مراقبة الراقصين والسماح لنفسه بالانجراف وراء حركاتهم، واقتراح وإعادة صياغة خطوة، كما لو كان يرسم على قماش. كتب ألكسندر ديميدوف في مجلة «Le Temps»: «أوسولا هو مزيج من القوة والغريزة والسيطرة مع اندفاع الروح». بالإضافة إلى تصميم الرقصات، يستمتع كين بالعمل في الاستوديو كمعلم باليه. عمل في هذا المنصب لصالح NDT خلال موسم 2004/2005 وساعد Kylian أثناء إنشاء Zugvögel في مسرح ولاية بافاريا في ميونيخ، بالإضافة إلى عرض أعماله وأعمال Hans van Manen في جميع أنحاء العالم.
«
1
2
3
4
»